ولد سيدى يعبر بحكمة عن خط تواصل/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

23 نوفمبر, 2021 - 13:32

رغم نزلة برد صاحبتها حمى،متجاوزة لله الحمد، حرصت على الاستماع لخطاب رئيس حزب تواصل،محمد محمود ولد سيدى،إبان مهرجان دق ناقوس الخطر،كما حرصت على متابعة المهرجان،لكنى لم أتمكن من كتابة بعض الملاحظات، و ها أنا هذا الصباح أحاول ذلك،بإذن الله.
عموما كان حضور المهرجان معتبرا،رغم ظروف كورونا و تحفظ البعض من التجمعات،مخافة العدوى،كما كان مسؤولا جدا و هادئا،و لعله تعبير طبيعي، يعكس حكمة التواصليين و التواصليات و أنصارهم و قدرتهم على التجهمر فى جو مسؤول للإعلان عن مواقفهم الحازمة،دون اللجوء لأساليب غير حضارية.
ثم جاءت الخطابات التى تميزت بالمسؤولية و الحنكة،و رغم العنوان المثير للمهرجان،دق ناقوس الخطر،إلا أنه كان مجرد فرصة للتنبيه لأوضاع الوطن المزرية.
و كان خطاب رئيس الحزب،مفعما بتوضيح مكامن الخطر مصرا على التلويح بالضغط السلمي،لكن لم يتجاوز نبرة الخطاب السياسي المعارض المسؤول فحسب.
تحدث عن ارتفاع الأسعار،أشار إلى أحداث باسكنو  و كوبنى و الشامى و اركيز،و نبه إلى عدم استبعاد تكررها، و ربما على منحى أصعب قد لا تتمكن الجهات المعنية من السيطرة عليه،تحدث أيضا عن التفلت الأمني و انتشار الإجرام،و تحدث عن الحوار و تعثره،رغم ما أبدى من استعداد له،و لم ينسى الحديث عن التضييق على الحريات و ضرورة جرجرة المفسدين بعيدا عن الانتقائية،فكان خطابا خطابا حازما شاملا تقريبا،دون أن يدعو لعنف أو ما يهدد الاستقرار النسبي الهش فى وطننا الغالى،الذى لا بديل لنا عنه.
حينما يجتمع أكبر أحزاب المعارضة و أظهرها تمثيلا فى البرلمان،و بإذن رسمي،و يعبر عن خطه السياسي و رؤيته الحازمة تجاه الأوضاع القائمة،و بطريقة متوازنة،فذلك دليل على وعي المعارضة لضرورة الحكمة و المسؤولية،مهما كانت دواعى دق ناقوس الخطر و حجم المخاطر المحدقة،و بهذا الأسلوب ستبقى القوى الحادة الضيقة الأفق،من فريقي الموالاة و المعارضة،لا تلقى القبول الكافى و لا تتمع بالتأثير الكبير الواسع،و ذلك من أهم مؤشرات الاستقرار السياسي،ببقاء العمل السياسي فى حيز متعقل بعيدا عن التوتير المستمر،رغم أن الفشل و الغبن و الحرمان المستمر، لأوساط معتبرة من المجتمع،قد يؤدى ،لا قدر الله،لنتائج يصعب توقعها أحيانا!.
إن الحرص على وسطية الخطاب السياسي،خصوصا من قبل قادة الرأي،يخدم الاستقرار و السكينة العامة،و فى هذا الصدد استطاع الرئيس الحالي لحزب تواصل توجيه بوصلة الحزب،نحو ازدواجية الحزم و السلمية،و لعل ذلك يعنى الحرص على التغيير بطريقة تبنى و لا تخلق أزمات جديدة.
لقد استطاع حزب تواصل الخروج عن دائرة بعض أحزاب و شخصيات المعارضة،المباركة لمسار النظام القائم،بل إن البعض من التواصليين ،و إن قل، بات قاب قوسين،من خطاب يتماهى مع النظام الحالي،و ربما تضررت قواعد بعض الأحزاب المعارضة،نتيجة إحجامها عن نشاط الشارع،من وقفات و احتجاجات و مهرجانات،لكن حزب تواصل عاد هذه المرة،عبر هذا المهرجان السلمي الحاشد،الذى عبر عن قدرة تواصل على الدفع بالواقع السلبي،نحو التبدل يوما ما،أو النقاش و التمحيص الجاد، على الأقل.
و إبان هذا المهرجان الناجح،تحضيرا و تنفيذا،لعبت المرأة التواصلية،دورا محوريا،ساهم فى نجاح هذا التجمع السياسي اللافت،رغم ما أثار هذا الدور النسوي المسؤول، من تعليقات خرقاء،من قبل البعض.

بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن -اسطنبول

 

 

 

 

 

 

 

اعلانات