إلى صديقي وأخي العزيز الشيخ ولد بايه *

15 أغسطس, 2017 - 11:16
تقي الله عيده

أخي وصديقي العزيز الشيخ ولد بايه،

في البداية؛ أود أن أقول إنني فخور بانتمائي لموريتانيا؛ وهو ما يحتم علي دائما أن أكون عادلا وصريحا ومتحررا من كل العقد. تماما مثل انتمائي لكندا وتضامني مع أقاربي ومعارفي الصحراويين.

بالنسبة لموضوع مقالي؛ أنتهز هذه الفرصة لأقدم التحية والشكر من أعماق قلبي لكل ضباطنا الباسلين الذين فهموا ذلك الخطأ التاريخي الذي ارتكبته السلطة السياسية وقتها؛ وأعادوا موريتانيا إلى ذاتها، بما في ذلك الصحراويون.

وحده العمل التاريخي لهؤلاء الضباط الشجعان يتجاوز كلامي وكلامك ويتحدث طويلا عن طبيعة شؤم تلك الحرب وكم كانت غير عادلة.

بالرغم من ذلك؛ إذا كانت كلماتي قد جرحت شعورك؛ فذلك بسبب حساسيتك الزائدة، صدقني أخي وصديقي العزيز في أنني حزين لهذا الأمر وأقدم لك كامل اعتذاري.

لكن أبعد من ذلك؛ هناك حقيقة ثابتة وهي أن كلامك وكلامي مهما كان وطنيا وقوميا قدر ما أمكن؛ فإنه لا يغير شيئا في الواقع المر المرتبط بهذه المرحلة من تاريخنا.

في الحقيقة؛ وبكل موضوعية وعقلانية، كانت حرب الصحراء حربا بين أشقاء أو بعبارة أخرى هي حرب أهلية؛ انخرط فيها طرف ضد طرف آخر ينتمي كل منهما لنفس الشريحة الاجتماعية (مجتمع البيظان) وينحدرون من نفس العائلات وتجري في عروقهم نفس الدماء ويتقاسمون نفس الثقافة وينتمون لنفس الدين ويجمعهم مجال جغرافي واحد ولهم تاريخ ومصير مشترك. ليس هناك إذاً شهداء؛ بل هناك ضحايا أبرياء.

أعتقد أن حديثك غير موجه لي في المقام الأول؛ بل إلى الرئيس المختار ولد داداه ومجمل الثقافة الأبوية الموريتانية الجنوبية الناكرة لما تبقى من موريتانيا ووجودها.

في النهاية؛ وكما قلت أنت "ماضينا قريب جدا إلى درجة أنه يتداخل مع حاضرنا و لذا ما زال يثير غضب البعض". ماضينا وحاضرنا بطبيعة الحال يشكلان تاريخنا المشترك.

بقلم: تقي الله عيده

 

 

 

 

 

 

اعلانات