في النصرة...نقطة نظام/ بقلم: أحمد أبو المعالي

12 نوفمبر, 2017 - 10:54

بداية لست في مقام يؤهلني للتوجيه والإرشاد فلذلك سدنته الماهرون وأهله العارفون لكن ذلك لا يمنع النصيحة وحري بمن انتصر بعد ظلمه للنبي صلى الله عليه وسلم أن يصغي ويرفع ليتا للناصحين فما كان من خير قبله وما كان غير ذلك انحاز للحق والصواب رغم تفهم هيجان العواطف المكلومة في عرض النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة في السويعات التي تلت النطق بالحكم غير المنصف على المسيء للجناب النبوي الشريف فإنه حري بمن لديهم القدرة العلمية والفهم الثاقب في هذه الظرفية الحساسة من تاريخ البلد أن يتلقفوا الراية حتى لاتسقط –ويأبى الله إلا أن يتم نوره- أو يتلقفها غير أولي الإربة الذين لم يظهروا على حقيقة الشرع أو سياق تنزيلاته أو فهم أحكامه أو مقاصده فنتيه تيهان الساري في واد غير ذي زرع في بيداء تيهاء لاترى فيها عوجا ولا أمتا.

إضافة إلى لغة العاطفة الفطرية تجاه أي محبوب وخاصة أعز محبوب صلوات الله وسلامه عليه لابد أن يلجأ "أولو الذكر" للغة العلم والمناظرة وإزالة الشبهات والرد عليها بأسلوب علمي رصين يزيل الغبش ويجلو ليل الحيرة والشكوك التي قد تعصف بأذهان الشباب لعوارض متعددة.. فبعض هؤلاء باحثون عن الحقيقة ولكن غبشا يطوف في أذهانهم يتطلب من يصارحهم أن الاحتكاك بالحضارات الأخرى وتلقي مختلف العلوم الدنيوية المناسبة والتنعم بملذات الحياة المباحة لا يناقض العقيدة الصحيحة والسمت الإسلامي العام، ويفهمهم أن تعاليم الإسلام لاتعني بأي حال من الأحوال العيش أبد الآبدين خلف أذناب العيس والحرص على شظف العيش ولا تعني السلبية في الحياة والعيش على هامش الحضارات وأن الإسلام ليس مجرد "سيف بتار" أو سوط مطواع" وإنما تعاليم سامية وهداية ربانية لمن ألقى السمع وهو شهيد..

كما أنه من الأولى أن يدرك هؤلاء الشباب أن من حقهم أن يطرحوا بكل حرية وبكل جرأة أسئلتهم المشوشة البريئة في أسلوب مناسب بعيدا عن لغة السب والشتم والهجوم العدائي والاقتناع المزور ليتلقوا الردود الشافية من أهل الاختصاص والنهى وحينها سيتميز الخبيث من الطيب والساعي للحق من غيره كما يقال إذا اشتبكت دموع في خدود..

تبين من بكى من من تباكى فليس مطلوبا من هؤلاء الشباب شرعا ولاعقلا كتمان أسئلتهم الحائرة والصبر على حرقة طيها في صدورهم خوفا أو جزعا ولست تلك الأسئلة بمحرمة شرعا ..

فلهم كامل الحق في طرحها دون رتوش أو طلاء في إطار مناسب انطلاقا من الهدي النبوي الشريف فقد سأله أعرابي في قصة مشهورة أسئلة صاخبة وصرح في بدايتها قائلا " إني سائلك فمشدد معك في المسألة " ولم يوقف صلى الله عليه وسلم أسئلته أو يقول له إنها تقتضي التشكيك في رسالته أو صدق رسالته عليه الصلاة والسلام ..

بل حرص على تلقيها بصدر رحب عليه الصلاة والسلام وكان الأعرابي في كل سؤال يستحلف صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق حتى يطمئن قلبه للجواب وحيث أن السائل كان صادقا في أسئلته باحثا عن الحق لامنافقا ولا يبطن أي غرض آخر وكانت الأجوبة مناسبة كانت نهاية المحاورة "آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي" نعم يجب أن نقولها صراحة ..

اطرحوا أسئلتهم وانثروا شبهاتكم استفسارا لا استكبارا إن كنتم حقا تبحثون عن الحقيقة لامجرد استفزاز لمشاعر الأمة أو استخفاف بالعقيدة والشرع .

وأعملوا عقولكم في الأجوبة الناصعة من أهل العلم وشتان ما بين " البحث" و" الاستفزاز" ونعلنها أيضا صريحة ليس من واجب غير القادرين والمتخصصين الإجابة لأن الإجابات الخاطئة في مثل هذ الأمور قد تعصف بالحقيقة لدى السائل وتجعله يوليها دبرة متحيزا إلى فئة أخرى فتكون النتيجة السقوط في انهيار فكري لايعلم مدى انزلاقه وخطورته إلا الله تعالى.

إن من أعظم الكوارث العلمية تصدر غير المؤهلين لإجابة الأسئلة وإزالة الشبهات وهي كما عبر عنها أحدهم بأن أخطر ما تجده قضية عادية أن يتولى أمرها محام فاشل ويجب الاعتراف أن بعض أبناء هذه الأمة كانوا أشد عليها من أعدائها وقد طعنوها ذات اليمين وذات الشمال في طرفي المعادلة. مستهترون لايلوون على شيء همهم الوحيد محاربة "الدين" و"جاهلون" قلصوا رسالة "الدين" في بعد جنائي محاط بسياج من الأدلة والبراهين فأبعد أولئك النجعة في البحث عن الحقيقة..

وأخطأ هؤلاء الحفرة في فهم الشريعة بمثل هذا المنهج سنوفر كثيرا من الصخب والقيل والقال وسننصر النبي صلى الله عليه وسلم وننقذ كثيرا من شبابنا من ويلات "الإلحاد" ولن يبقى غير ثلة قليلة لا تريد أن تسمع الحقيقة لا تأثير لها ولا خطر وتلك سنة الله أن يميز الخبيث من الطيب ويمحص الذين آمنوا من غيرهم .

ولتلك "الثلة" لغة أخرى وطريقة أخرى في التعاملذ

بقلم: أحمد أبو المعالي

 

 

 

 

 

 

اعلانات