ضد الكراهية ... ام شعور بالذنب ؟ / ابراهيم بلال رمظان

21 يناير, 2019 - 11:41

لم افهم جيدا مسوغات الحملات التي اعلنها النظام  ضد ما أسماه " خطاب الكراهية "! فعلا صدرت بعض السمعيات الشاذة و حملت خطابا سوقيا لا يمثل احدا و لا احسبها - في معظمها - بريئة لسرعة انتشارها .. فقد ارسلها لي عشرات " الاصدقاء" و احيانا بصفة متكررة .. و لم ارسلها لأي أحد بل لم اكمل الاستماع اليها، لأنها فعلا مقززة ! 
هنا يتجلى دور مخابرات الدولة - ان لم تكن هي المصدر - في ان تبحث عن هؤلاء الأشخاص و تقدمهم للعدالة و يخضعون لمحاكمة علنية تجعل منهم عبرة لمن يعتبر . و عندها يكون " خطاب الكراهية " محصور و محدود في زاوية ضيقة ! وان لا تطلق الاتهامات جزافا و يختلط اصحاب القضايا العادلة مع المهرجين و الممثلين ! لكن في المقابل يجب على السلطة التنفيذية  ان تدقق في أسباب مثل هذه الخطابات ، و ان كان أصحابها هم كما وصفناهم  ، الا ان مجنون   الحي يقول بصوت عال ما يقوله العقلاء بصوت خافت ! فيجب  قطع الطريق على أصحاب هذه الصوتيات  بإصلاح  الخلل بدل القفز على النتيجة و تجاهل السبب ( الطلي اعل ازغب) 
لا يمكننا تقبل اي فعل او قول من شأنه إثارة النعرات و تأجيج  الضغائن و شد الحبل بين مكونات الشعب! لان الحفاظ على اللحمة أولى من فرض الحلول .. 
و لكنه ليس من الانصاف و لا من اللباقة  وشم تصريحات المناضلين  من اصحاب القضايا العادلة  بخطاب الكراهية  ! و هل ان شيطنة هذا الرفض و هذه المطالبات الملحة يمثل فعلا حلا او تجاوزا لأسبابها .. ؟لا ! 
فماذا وراء الأكمة ؟ 
اننا ندد بكل خطاب يدعو الى العنف الجسدي او اللفظي و ندعوا الى رص الصفوف و التصدي  لكل أسباب المروق على القوانين .. ! 
و لكننا في المقابل نود التنبيه الى ان المسيرات و القوانين مهما تكن لن تثنينا عن المطالبة بالإنصاف و العدل بين المواطنين ..! 
ارفع هنا قبعتي للعديد من المدونين و اصحاب الرأي من كل مكونات الشعب  الذين وصلوا مستوى عال من وضوح الرؤية و صدق التعبير عن الخلل الذي - اذا لم يعالج - سوف يعصف بمشروع وحدتنا .. ذلك المشروع الذي هو في منتهى الهشاشة  لانه عاجز حتى الان عن ان يستوعب الاختلاف  ! و يراد لنا ان نسكت ! كلا ، لن نسكت و لن نخجل و لن نحابي ! سوف نقول و بصوت عال - كما قال النائب الشاب محمد لمين ولد سيدي مولود و غيره من كبار التقدميين  بأن هنالك غبن ممنهج و تراتبية في المجتمع و محاصصة قبلية في مختلف الوظائف العليا في الدولة و حيف في تقسيم الامتيازات  و الصفقات و في الاكتتاب و المسابقات و البيانات الخصوصية و مذكرات العمل و التحويل و الترقية و الترشيح  و التوظيف و المنح و الرخص و القروض و التأمينات و الرفع للخارج و تقسيم القطع الأرضية السكنية و الزراعية و حل النزاعات العقارية  و المداخلات .. و غياب إرادة صادقة في إصلاح التعليم اوصلته الى مستنقع آسن ينتج التمييز و يكرس الغبن و يعيد انتاج  التفاوت و الظلم ...
! كل ذلك نتج عنه مواطنون من الدرجة الاولى يسكنون أبراجا عاجية يتفرجون على شتاة دولة اخرى يسكنون في أعرشة  بين الأزقة و العمارات الشاهقة ..! و مواطنون من الدرجة الثانية و الثالثة  يراد لهم ان يعتبروا الامر قدر محتوم ! كل من تناوله كما هو او نبه اليه فهو عنصري ينشر الكراهية ! 
نعم لا يعني هذا مسؤولية مكون اجتماعي معين و لا يعني ان أفراد ذلك المكون قد استفادوا من الكعكة و السبب هو ( شين الشرك) 
 بل ان المسؤول الاول و الأخير هو النظام القائم ( موالاة و معارضة)  فبدلا من التدقيق في الاسباب البعيدة لرفع الصوت لجأت الحكومة الى تعميم الشيطنة  و تخويف الضحايا  من خطورة التعبير عن الالم !  فهل يفهم من ذلك ان درجة الشعور بالذنب وصلت أوجها .. حتى لم يعد ولاة امورنا قادرين على تحمل أنين الجياع و تضجر المطحونين و البؤساء الذين يكبلهم الصبر و يحدوهم الأمل  ! لقد طال  حرمانهم  و تعددت الاسباب و تراكمت حتى اصبح الأمل طوباوي بعيد المنال .. فهل ان العقاب أيسر من الانصاف ؟ 
قسموا بيننا الاقصاء و التهميش بالتساوي  ان انتم عجزتم عن تقسيم العدل و المساوات في الفرص  !  
فلينتبه الجميع الى ان ذلك الخطاب - المستهجن مبدئيا - هو تعبير عن استياء او رفض او هو احتجاج على واقع ما .. و يجب  على الحكومة   تحييد الاسباب بما يجب من إجراءات و علاجات صارمة و صادقة و بعد ذلك التفكير في معاقبة  المتمادين  .
# حفظ الله موريتانيا
ابراهيم بلال رمظان

 

 

 

 

 

 

اعلانات