القرار الكبير ../بقلم: د.شيخنا ولد حجبو

21 يناير, 2019 - 18:12

 إن من يعرف السيد القائد، الأخ محمد ولد عبد العزيز ،ويفهم فكره ،ومتابع لمسار حكمه ،يدرك ببساطة أن من أبرز ثوابت تفكيره وعمله، قناعته الراسخة أنه جاء لإعادة تأسيس عقلية مجتمع، وبناء دولة للجميع،قائمة على العدل والإنصاف، يعيد الثقة بين أبنائها ويقوي لحمتهم الوطنية، وينشئ عندهم الثقة في الدولة،ويرسخ دعائم أمنها واستقرارها وذلك من خلال عديد امور، لعل في مقدمتها :

_ترسيخ قيم الديمقراطية؛

_تكوين القناعة الراسخة عند أبنائها أن الحوار هو السبيل الوحيد والاوحد لعلاج وحل كل القضايا المطروحة، وتلك التي يمكن أن تطرح في مستقبل الوطن؛ _الحفاظ على المكاسب المحققة وتطوير الممارسة الديمقراطية،كي تترسخ ، وتصبح قناعة مجتمعية عند الجميع،يرجع إليها عند كل متغير يمر به البلد؛لذلك نراه منذ بداية حكمه ،يعمل بمقتضى هذه القيم،وكانت عنده قناعة ثابتة ولم تكن في أي يوم من الأيام قضيةتكتيكية،بل ظلت قناعة استراتيجيةورؤية واضحة،ولكنها رؤيةمتقدمة على المجتمع،ولذلك صعب على الجميع فهما وأستعابها وتصديقها ، وتساوت الأغلبية والمعارضة في ذلك،فلم تتفهم وتطمئن المعارضة على دعواته المتجددة للمشاركة في المسارالديمقراطي،بل ظل ثابتها التشكيك والتسفيه لكل نداءمنه في الموضوع،إلا تلك الجماعة التي حصل عندهاالإحساس بصدقه، وكانت أكثر وطنية ،فشاركت في متغيرات المشهد السياسي وساهمت في تعزيز مساره الإيجابي. أما الأغلبية فقد ظلت تتأرجح في الفهم ،فانطبع مسار تصرفها بطابع القبول والإرتباك، ولكنها ما ادخرت أي جهد للمواكبة، مواكبة السيد القائد، والسعي للحفاظ على نهجه السديد،وإن كان طيف كبير منها غير مرتاح لإحتمال تنحيه عن الحكم وحاله كحال أكثرية الشعب الموريتاني. إلا أن السيد القائد ظل يهيئ الجميع لقبول عدم تقدمه بطلب التجديد للإستمرار في الحكم من خلال تغيير الدستور. ،وهو في كل المناسبات داخل الوطن وخارجه،ظل يؤكد عدم نيته في الاستمرار ،وهو قادر على ذلك،لأن تغيير الدستور لا يكلفه غير إشارة باصبع،لأنه كسب قلوب أكثرية شعبه،وولاء اغلبية برلمانه،وعلاقته بالمجتمع الدولي ممتازة، وما فتئت دول وازنة تعطي إشارات إيجابية من خلال سفرائها او شخصيات مرجعية وازنة فيها ،وعندها تأثير في سياساتها وفي قراراتها .

ورغم كل ذلك ظل السيد القائد ثابت على خيار وطني لبلده،وفلسفة راسخة في الحكم عنده،وهي أنه جاء لإعادة تأسيس دولة وطنية تحترم القيم الديمقراطية وترسخها،وتعمل على تحقيق الرفاه والرخاء لأبنائها، وتساوي بينهم في كل الأمور حسب المتاح،لذلك تنكب عن كل ما من شانه إحداث عطب اوخلل في هذا التوجه الراسخ عنده. وهكذا بعث برسالةصريحة وقوية قطعت الشك باليقين تؤكد ثابته ذلك،رغم قوة الضغط الشعبي وألتفاف منتخبين معه لمطالبته بقبول تغيير الدستور وفتح المجال له للترشح لمامورية ثالثة. وهكذا يتبين من القرار الكبير : اولا ،أن الرجل كان تدخله لتغيير الانظمة السابقة هو إنقاذ بلد من السيبة والضياع؛ وثانيا،أنه كان وما زال جادا في أقواله وافعاله،ومصمما على بناء دولة المواطنة الحقة،القائمة على العدل والإنصاف، الدولة التي تحترم القيم الديمقراطية وترسخها،والحكامة الرشيدة تثبتها وتجعلها منهج عمل وسلوك؛ وثالثا،أن القرار عمل وقائي محصن للدولة والمجتمع من عقلية السيبة والجشع والرغبة غير المعقلنة في السعي للحكم والتكسب؛ ورابعا،أنه عمل تاريخي ،يثبت قيم التناوب السلمي على السلطة ويغلق نهائيا باب الطموحات اللامشروعة، ويرسي دعائم السلم الأهلي ويعطي فرصة لبناء المؤسسات واحترامها، وفضلا عن ذلك فإن هذا القرار في ابعاده الأخرى يساهم في تعزيز فكرة وجود القيادة الرشيدة عند المجتمع،ليبحث ويتحرى عنها في ابنائه في المستقبل،لأن الثقة فيهم او بالنسبة لمن هم في واجهة المجتمع تقل ،أو يكاد لا يصدق وجودها،لكن السيد القائد قال لهم ثقوا في أبنائكم، ففيهم من هم صالحون لتولي شانكم، ففتشوا عنهم واصبروا عليهم فستجدونهم وطنيون مخلصون للوطن، مضحون في سبيله.. امر آخر هو الاهم،أن القائد تكونت حوله كتلة تاريخية كفيلة بقيادة البلد لفترة طويلة من الزمن ،ستتكون فيها مؤسساته وتحترم وتصبح مكتسبا مشتركا يحميه الجميع ويدافع عنه. إذا، فعلينا جميعا أن نرفع التحية له،لانه كان وفيا وبارا للوطن، وعلينا الوفاء له ، والاستجابة لما يطلبه ويشير إليه،فلن يكون ذلك إلا لتقدير مدروس منه، يعتقد فيه الخير للبلاد والعباد

د/ شيخنا محمد حجبو

 

 

 

 

 

 

اعلانات