إنه المرشح للرئاسيات سيدي محمد ولد بوبكر

12 مارس, 2019 - 07:49

هل تحتاج موريتانيا بعد هذا العهد الذي تم فيه ـ بالإضافة إلى أمور أخرى ـ الاستهزاء بالشعر والشعراء..

أقول هل تحتاج موريتانيا بعد هذا العهد إلى رئيس يتذوق الشعر وله انتاجه شعري؟

كتب الدكتور أدي آدب : مع رئيس وزراء دولة الشعر السيد:سيدمحمد ولد ببكر الشعبُ الموريتاني شعب منذور للشعر، من لا يكتبه يعجبه، ومن لا ينشئه إنشادا، يتعاطاه استشهادا، ومن هنا، لا غرابة إن كان أشهر رؤساء وزرائها، وألمع سفرائها، شاعرا، لم تستطع تراكمات الأدوار السياسية، والمهمات الدبلوماسية، والاختصاصات الاقتصادية، أنْ تطفئ فيه جذوة الشعْر، التي ظلت متوقدة بين جنيه، تحت رماد الشأن الواقعي الضاغط، مهما مثل دور شاعر من آل موريتانا يكتم شعره.

إنه السيد سيد محمد بن بوبكر، "أوَّلُ وزيرٍ" أوَّلَ، لموريتانيا في عهدها الديمقراطي ابتداء من 1991م.

ورغم نأيي بنفسي، عن التهافت على موائد الساسة والمسؤولين، وتعففي عن ارتياد أبواب مكاتبهم، فقد أبى الشاعر الذي يسكن رئيس وزرائنا هذا إلا أن يتجلى لي حينما كان وزيرا أول لحكومتنا الانتقالية، بعد انقلاب2005م، حيث ألقيتُ قصيدة بعنوان "هجائية الزمن الرديء"، في ختام "المهرجان الموريتاني الأول للشعر"، لم تكن ودودة مع السياسة، لكن رئيس الوزراء أسر لأحد مقربيه، بأن مشاركتي المتواضعة، كانت هي ملح المهرجان وثمرته، ولم يكتف بذلك بل أوعز إلى وزيرة الثقافة أن ترتب لقاء بيني وإياه، وعندما كلمتني في ذلك، توجستُ من أن يكون اللقاء، من ألاعيب الساسة، فتهربتُ منه، أكثر من أسبوع، غير أن هذا الوزير الأول لم يكف عن تذكير الوزيرة -كلما قابلها- باستمرار رغبته في اللقاء معي. وأخيرا، قبلتُ -وقد أزْمعتُ مغادرةَ وطني، إلى مكان دراستي- أنْ أزورَه، مُفضِّلا بيْته موعدا للقاء، بعيدا عن الطابع الرسمي للمكتب الحكومي، وحينما استقبلني بحفاوة أكد لي الطابع الشخصي، والأدبي للقاء، باعتباره -كما قدم لي نفسه- شاعرا سلبته السياسة شعره، ولكنه بقي عاشقا لهذا الفن الجميل، معربا عن إعجابه بمشاركتي في المهرجان، لدرجة جعلته يصر على هذا اللقاء. فشكرته على الطابع غير الرسمي لمقابلتنا، وعبرتُ له عن سروري بأن يزدان جمهوري الشعري، بمُتَلَق من عياره، وبعد تناول الشاي والشعر مع الوزير الأول، افترقنا حتى الآن. ثم تقلبَ الرجلُ في عدة مناصبَ دبلوماسية سامية، وحينما تمت إحالته على التقاعد، بدأ الستار السياسي، ينحسر عن الجوهر الشعري لسيد الوزراء والسفراء، حيث تداول بعض المدونين الموريتانيين نماذج من شعره، نشرت في عذة مواقع.

(مقتبس من زاويتي الأسبوعية في "الوطن" القطرية، يوم 25-1-2016) .

 

 

 

 

 

 

اعلانات