رصاصة 20 ماي الخالدة

21 مايو, 2019 - 02:30

ليلة العشرين ماي ١٩٧٣ حيث كان القمر قد اعتدل وسط السماء مضيئا ليل الخنگة البهيم وكان افراد الحامية الاسبانية يلعبون الدومينو المنتشرة حينها في الصحراء الغربية بعد ما احكموا اغلاق الغرفة المجاورة لهم على رجلين لا يعرفون بالضبط منهما ولكنهما مشتبه بتواجدهم هناك في ذلك الظرف، وينوون ارسالهم باكرا الى مركز اجديرية للبحث معهما ، كان ابطال الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب الخمسة عشر يقتربون من الحامية لفك اسر الرجلين الذين لم يكونا سوى الشهيد الولي مصطفى السيد ورفيقه عبدي ببوط يقول الاخ ابراهيم غالي قائد العملية آنذاك : "كانت مرارة تجربةاعتقال واختفاء محمد سيد ابراهيم بصيري زعيم حركة ١٩٧٠ ماثلة بين اعين المجموعة فلا يمكننا القبول بان يتكرر ذلك مع الولي ، الذي هو المحرك والقلب النابض للحركة الناشئة ،لذا لم نتردد في حسم المسالة" ص٦٤ من كتاب البوليساريو جيش التحرير الشعبي الصحراوي لمؤلفه الاستاذ مصطفى الكتاب .

استولى الرفاق على الحامية بدون مقاومة وانطلقت رصاصة وحيدة من بندقية الغزواني علال اثناء محاولته فتح الزنزانة التي يحتجز بها الرفيقين فكانت اشهر رصاصة في التاريخ الحديث للمنطقة ككل كان لها ما بعدها . تمت عملية الخنگة بنجاح وتم الاستيلاء على ممتلكات الحامية من جمال وعدة وبدأت حرب التحرير الصحراوية المسلحة ضد الاسبان بمعدات قليلة ولكن بمعنويات تهز الجبال . استمرت الحرب المسلحة ضد الاسبان ما يزيد على السنتين اسر فيها عدد من الجنود وتوسع جيش التحرير الذي انطلق من سبعة عشر رجلا ليلة ٢٠ ماي وانتشر الوعي بسرعة في صفوف المواطنين الصحراويين فالتحقوا بصفوفه بكثافة كبيرة معلنين صرخة الحرية عالية مدوية بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المعلن عنها قبل عشرة ايام من عملية الخنگة ليتوج ذلك الكفاح بالحرية من الاستعمار الاسباني البغيض واعلان الدولة الصحراوية ليلة انسحاب آخر جندي اسباني من المنطقة في ٢٧فبراير ١٩٧٦ ،لتبدا قصة حزينة اخرى من ظلم ذوي القربى واجهها الشعب الصحراوي بكل شجاعة وبسالة مسجلا اجمل واصدق قصص التضحية والانفة والشجاعة من اجل الكرامة مازلت متواصلة تكتب حاليا الماجدات الصحراويات اروع سطورها في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية. تهنئة كبيرة بمناسبة هذا العيد الكبير لكل الصحراويين اينما تواجدوا وخاصة ابطال انتفاضة الاستقلال في المناطق المحتلة ولكم اسوة حسنة في تضحية وشجاعة ابطال الخنگة أطال الله اعمار من مازال معنا منهم ورحم الشهداء البررة. الليلة وبعد مرور ستة واربعين عاما على اندلاع الكفاح المسلح في الصحراء الغربية يقف العالم ككل اليوم تحية لهذا الشعب العظيم الذي شعاره الخالد هو المقولة الشهيرة والتاريخية للقائد الراحل محمد عبد العزيز رحمه الله تعالى وجعله في الفردوس الاعلى من الجنة: " لا وجود ولا مستقبل للصحراويين إلا في وطنهم الحر المستقل المستقل الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية."

بقلم: يحي ولد أحمدو

 

 

 

 

 

 

اعلانات