ضبط أغذية مزورة في سوق بالعاصمة انواكشوط .. (تفاصيل صادمة)

20 أكتوبر, 2019 - 09:24

ترافيك” اسم سوق عريق لبيع المواد منتهية الصلاحية علنا في شوارع نواكشوط، حيث لا تتردد عشرات النسوة من ربات الأسر ذوات الدخل المحدود من عرض مواد غذائية منتهية الصلاحية وبتخفيضات تصل إلى 50% من السعر الأصلي، ويشتريها بالأساس فقراء نواكشوط من سكان الأحياء الشعبية، وقد استعصى هذا السوق الفريدة من نوعه على هيئات الرقابة في نواكشوط، وكذا هيئات المجتمع المدني التي حاولت أكثر من مرة شن حملات لإنهاء تواجد السوق سيئ السمعة.

في بداية اليوم تعد لمنية بنت أحمد- 33 عاما طاولتها الضخمة حيث ستعرض بضاعتها المشكلة من عصائر المانغو وعلب الحليب والمشروبات الغازية كلها منتهية الصلاحية، في سوق ترافيك بشارع مركزي قرب سوق سينكييم. تعمل السيدة في السوق منذ ثلاثة أعوام، تصلها بضائع منتهية الصلاحية من مخازن تجار الجملة مقابل 25% من سعرها وتبيعها بأرباح تصل في الغالب إلى 100%. لمنية تجلب بابتسامتها الودود عشرات الزبائن، لكن ما يدفعهم إلى شراء بضاعة من هذا النوع في الحقيقة هو ثمنها الزهيد بالمقارنة مع سعرها الأصلي، بحسب ما يؤكده الناجي ولد سيد أحمد وهو رجل ثمانيني تعود ان يأتي إلى لمنية نهاية كل أسبوع ليأخذ كميات معتبرة من علب الحليب لأطفاله الثلاثة الذين يرتادون المدرسة وأكبرهم في الـ12 من العمر. الناجي لديه ثلاجة في البيت تستعملها زوجته بائعة السمك ويمكنه تبريد الألبان طيلة أسبوع قبل ان يعود في المرة الثانية ليأخذ كمية جديدة . الناجي عسكري متقاعد لا يخاف ان يشرب أطفاله حليبا منتهية الصلاحية، ويؤكد “لم يمرض أحد من أطفالي واشعر ان الناس يتخوفون أكثر من الألبان منتهية الصلاحية، لم نر أحدا يموت بسبب استعمال هذه الألبان”. ورغم ان سوق ترافيك تعمل خارج إطار القانون وتهدد صحة المواطنين بشكل واضح، إلا ان ضعف الرقابة وتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، وغياب الوعي الصحي الكافي، سمح لهؤلاء الباعة بالعمل تحت أنظار السلطات وبشكل غير سري.

هنا في هذا السوق يمكنك الحصول على علبة من الحليب كامل الدسم سعتها 1 لتر بـ 250 أوقية وهو ما يعادل دولارا واحدا، وهو نصف سعرها الأصلي، كما يمكنك مشاهدة التلاعب بالتواريخ بشكل واضح من اجل طمس التاريخ الحقيقي لنهاية الصلاحية، كما توجد مشروبات مثيرة للجدل تحمل تواريخ إنتاج جديدة ولكن سعرها رخيص وهو ما يرجح ان تاريخها الحقيقي تم مسحه وإبداله بتاريخ جديد. يصعب وجود باعة مستعدين لبث صورهم في الإعلام نظرا لإحساسهم بخطورة المتاجرة بهذه البضائع على صحة المواطن، لكنهم يؤكدون في ذات الوقت ان الفقر والحاجة إلى العمل وتحصيل الأرزاق دفعتهم إلى دخول هذه السوق، وان اكبر أعدائهم هم الصحافة وجمعيات حماية المستهلك، بحسب سيدي ولد نيلل- 44 بائع متجول، “كثيرون يأتون هنا ليقوموا بتشويه صورة هذه السوق، والحديث عنها في الصحافة، دعونا وشأننا”. الفقراء يقبلون على شراء المواد منتهية الصلاحيةعلنا ودون اي تدخل من الجهات المعنية منذ سنوات شكلت “ترافيك” نقطة عمل مهمة بالنسبة للناشط المدني الخليل ولد خيري، وهو شاب يسعى مع رفقائه في الجمعية الموريتانية لحماية المستهلك التي يترأسها، إلى إنهاء وجود سوق من هذا النوع، وخصص موقع الجمعية على الانترنت، وهو أول موقع موريتاني متخصص في شؤون وقضايا المستهلك، مادة خاصة حول هذه السوق تحت عنوان ” نقاط لبيع “الموت” على قارعة الطريق” www.almostahlik.info . والخليل يعتبر بيع المواد منتهية الصلاحية تجسيدا فوضى عارمة ضحيتها المواطن “الحقيقة ان السوق هي مظهر من مظاهر الفوضى وقلة تنظيم العمل التجاري في البلاد، وهي جزء من المشكلة وليس كل مشكلة”. إضافة إلى كون التجار يعرضون هذه البضائع –يقول ولد خيري- تحت أشعة الشمس الحارقة، وهذا يتلف المواد ويحولها إلى مادة خطرة على الصحة، هذا إضافة إلى ان هنالك فعلا عصابات تنشط في مجال تزوير التواريخ ومغالطة المستهلك وبالتالي فان عرضها في مثل هذه الأسواق يتم أحيانا على أساس أنها غير منتهية الصلاحية”. أصبح سوق ترافيك شاغلا لأكثر من 20 جمعية تعمل في مجال محاربة الغلاء وحماية المستهلك ، فضلا عن هيئة حماية المستهلك الوطنية، ورغم ذلك لا يزال موجودا، حيث لا يلبت التجار ان يعودوا بعد كل حملة تستهدفهم، وتقول عدد من النسوة العاملات في السوق: “نحن فقيرات وليس لدينا وسيلة أخرى لنكسب ارزواقنا”. وتعذر الحصول على رأي مديرية المنافسة وحماية المستهلكين وقمع الغش حول وجود سوق مثل ترافيك نشطة وتهدد صحة المواطنين والتي تتولى مسؤوليتها على التراب الوطني، رغم التردد على مباني المؤسسة وسط نواكشوط وتنسيق موعد لغرض الاطلاع على وجهة النظر الرسمية.

يتم تزوير تواريخ صلاحية الألبان ولمواد الغذائية اكثر مرة من طرف مجموعات متخصصة

مواد منتهية الصلاحية تباع علنا في سوق ترافيك بنواكشوط – نور انفو

أعده الربيع ادوم 2011

 

 

 

 

 

 

اعلانات