هكذا انتهى ولد عبد العزيز

22 ديسمبر, 2019 - 01:59

أظهر المؤتمر الصحفي المثير للجدل الذي أقامه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ، أنه يقاوم من أجل إثبات وجوده داخل الساحة ،لكنه في واقع الأمر لم يعد يملك أي قوة ، ولا وزن سياسي يمكنه من أن يلعب أي دور جوهري في الساحة ،خاصة أنه يواجه معاداة السلطة ،وهو الأمر الوحيد الكفيل بسحب البساط من تحته داخل البلد،وقد برهن على ذلك كون منصته الرسمية للمؤتمر الصحفي لم تتضمن أكثر من شخصيتين فقط .لكن المثير للجدل هو كيف يُمنح ولد عبد العزيز وهو في هذه الحالة هذا الحجم الكبير ،بحيث يستغرق الصراع معه الدولة بكاملها ،في حين لازال المواطن يعاني من كل المشاكل التي تركه فيها ولد عبد العزيز خاصة بالنسبة للغذاء حيث يصل ثمن كلغ السمك (كربين) 3000/3500 أوقية قديمة وسمكة (يايٌ بَويْ)200 أوقية وكلغ لحم الغنم 2400 والإبل والبقر 1800 أوقية ناهيك عن السكر والأرز وغيره ، كما ظلت الضرائب على المواد الأساسية مرتفعة جدا وسوق الصرف لايخدم الإستيراد ،فلم يحدث أي تدخل لمصلحة المواطنين بالنسبة للقوة الشرائية ولا بالنسبة للأسعار ، كما لم يثبت ولد الغزواني أن حكومته تختلف عن السياق العام الذي ظل يسير عليه ولد عبد العزيز ،فلم يحصل أي تقدم نحو دولة الحق والقانون ،ولم يعلن الرئيس ولا حكومته عن ممتلكاتهم ،ولم يتبنى أي خط للإصلاح والتغيير ،فلم يحرك ساكنا في التعاطي مع تقرير محكمة الحسابات الذي تضمن معلومات خطيرة عن الفساد وسوء التسيير ،ولا مع ما أثاره المواطنين حول موارد البلد التي يتم إستنزافها من خلال الإت فاقات والصفقات المجحفة ،مثل صفقة هون دونغ ،وسين رايس ،وصفقتي المطار (الإنشاء ،والتسيير )وعن الموانئ ،وعن صفقة السنوسي وغيرها من القضايا التي تمثل إستنزافا لخيرات البلد ومقدراته ،وبهذا يكون حبس أنفاس الدولة في هذا الصراع وتعطيلها عن عملها الجوهري ،رمزا لفشل هذه الحكومة، وهذا النظام ، من التخلص من شبح ولد عبد العزيز وعدم القدرة على التقدم نحو الإصلاح والتغيير .فعلى ولد الغزواني أن يقلب صفحة ولد عبد العزيز ،وينطلق نحو الإصلاح الذي يجب أن تكون بدايته في التخلص من إرث الأنظمة السابقة، ومن واجهتها السياسية ، وإحداث قطيعة سياسية وفكرية مع أسلوب التوظيف ، وخلطه مع تحصيل الدعم للنظام السياسي ،وأن تقوم هذه الإنطلاقة على دولة القانون ومحاسبة كل من شارك في الفساد ،خاصة أولئك الذين كانت مشاركتهم عميقة وجوهرية ،وإلا فإننا نتظر نفس النظام ،(الذي يتم فيه التخلص من الرأس فقط، وتبقى كل مكوناته خاصة التفكير والممارسة والإطار العام )حينها يكون غزواني هو الوجه الضاحك لولد عبد العزيز .

العلم

 

 

 

 

 

 

اعلانات