البطل أمحمد خداد في ذمة الله/ بقلم: يحيى أحمدو 

1 أبريل, 2020 - 16:32

انتقل صباح هذا اليوم إلى الرفيق الأعلى شهيدا مقبلا لا مدبرا الرفيق العزيز والرمز البارز أمحمد خداد بعد صراع مع المرض استمر عدة أشهر. وفي خضم هذا المصاب الجلل الذي يودع فيه الشعب الصحراوي واحدا من خيرة أبنائه وأكثرهم عطاء ، يودع مناضلا جسورا حاذقا مثقفا مخلصا كان الجميع ينتظر مداخلاته في المؤتمرات واطلالاته الجميلة في وسائل الإعلام الوطنية والدولية وهو الذي يتقن لغاتها و سبر اغوارها . ينتظر تحليلاته والخطط التي يقترحها لكل تطور جديد ومناورة جديدة لا مباليا بها لثقته الكبيرة في شعبه وحقه الكامل في تقرير المصير وإيمانه المطلق بحتمية النصر يقول الاخ محمد سالم ولد السالك حفظه الله وزير الخارجية الصحراوي رفيق درب الشهيد في تعزية بعث بها اليوم : "لقد تولي الشهيد خلال عقود اصعب المهام و اكثرها حساسية. و تميز رحمه الله تعالي بالكثير من الدقة في التحليل و الوضوح في الرؤية فيما يتعلق بتطورات المعركة التحريرية و الخطوات اللازمة لمواجهة خطط العدو و مؤامراته. امحمد خداد، المناضل العنيد، المثابر و المرابط تحمل مسؤوليات شملت كل القطاعات السياسية و العسكرية و الديبلوماسية و الإعلامية جعلته المرجع و الإطار الذي تولى تسيير ملفات و مهام حيوية مثل معركة تحديد الهوية و المفاوضات و العلاقات مع المينورسو و معركة الثروات الطبيعية." زار انواكشوط رحمه الله عدة مرات كمبعوث لرئيس الجمهورية الصحراوية إلى نظيره الموريتاني وكانت فرصة يطلع فيه النخبة السياسية والإعلامية الموريتانية على آخر تطورات القضية الصحراوية وكان يعمل في ذلك على أن يلتقي بالجميع مما يتطلب منه احيانا جهدا كبيرا ولكن ثقته الراسخة بقوة العلاقات بين الشعبين وضرورة تقوية الروابط وتمتينها كانت كبيرة جدا . لقد كان اول مشهد عاد الى ذاكرتي من مشاهد كثيرة وساعات طويلة جمعتنا في مواقع النضال في مخيمات العزة والكرامة والاراضي المحررة وانواكشوط والجزائر ما يلي: في يوم ٢٧فبراير ٢٠٠٦ ببلدة اتفاريتي المحررة بحثت عنه كثيرا لانه كان معي صحفي من الجزيرة الانكليزية التي ستبدأ البث في تلك الفترة وكان سيسافر في نفس اليوم ، فدلني عليه أحد الرفاق فوجدته واقفا بين صفوف المواطنين يتابع العرض العسكري فوضعت يدي على كتفه لاتأكد منه فالتفت الي والدموع تنهمر من عينيه وهو يتابع وحدات من شباب جيش التحرير وقال انتظرني حتى املأ عيني من هذا وهو يشير إلى العرض العسكري أمامه لقد كان منزويا بعيدا عن المنصة وفي وسط المواطنين وهو في قمة التماهي في تلك الوحدات من الشباب الصحراوي القوي الذي يمر بنظام وعزم واندفاع ويجسد حقيقة أن الثورة الصحراوية متواصلة وان انتزاع النصر أكيد وان الدولة الصحراوية التي حملها هو ورفاقه رحم الله من استشهد منهم وأطال اعمار الأحياء في أيدي أمينة. اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك و انزل عليه سحائب رحمتك ، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده انك ولي ذلك والقادر عليه ، إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

 

 

 

 

 

اعلانات