بناء الثقة ... غزواني في عين العاصفة/ فتى متالي البخاري

6 يوليو, 2020 - 07:14

تهتز الثقة كل يوم و تتسع الهوة بين المواطن والمسؤول... أوصاف لا تحصى يطلقها المواطنون من أرضيات الحرمان لوصف موظفي الدولة و مسيري الشأن العام وكلها للأسف أوصاف قدحية لاتسر سامعا فيرعوي و لا تغيظ وضعا قائما فدفعه للتغير من تلقاء نفسه نحو الأفضل ...

هكذا هو حال موريتانيا وهي تغالب بشعبها و قائدها المنتخب وضعا مزريا راكمته سنين من الغبن و سوء الطالع تهاوت فيه القيم الجمهورية و تراجعت خلاله أخلاق القائمين على شؤون الناس.

يدرك الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني جيدا حجم التحدي و تطلعات الشعب وهو العارف بمفاصل الدولة ...

وقد بدأ العمل على أكثر من صعيد لاستعادة هيبة الدولة المسيبة و بناء الثقة بين المواطن و المسؤول بعد فرقة دهر ليست بالقليلة, لكن على كل صعيد من تلك الصعد جيوب مقاومة شرسة تعودت النهب و الغبن دون حياء و ساهمت عبر حقب شتى في تكريس و فرض اللاشيء مقابل كل شيء, حياة مجانية مترفة يقابلها بؤس شعبي متزايد.

الرئيس الذي يؤازه شعبه بدأ يؤسس فعليا لإرساء الحكامة الرشيدة، و آليات الاستغلال الأمثل للموارد والاستثمارات العمومية المجدية والمنتجة، مع المحافظة على التوازنات الاقتصادية الكبرى وعلى النمو المطرد الذي يتيح تنمية مستدامة.

أراد و الشعب معه تقوية الرقابة البرلمانية على السلطة التنفيذية، سبيلا إلى تحسين الحكامة وتعزيز الإصلاحات من أجل طمأنة المواطن على حُسن استخدام الموارد العمومية واحترام القرارات البرلمانية.

و عمل على تحديثَ وعصرنةَ نظام المالية العمومية ليكون التسيير شفافا وموجها لتحقيق أهداف واضحة من خلال تنفيذ برامج محددة. لقد أثبت عام من حكم ولد الغزواني أنه استطاع جعل الموازناتُ موازناتِ نتائج لا موازناتِ وسائل.

و حرص -رغم ظروف الجائحة التي ألمت بالعالم كله- على توجيه موارد الدولة إلى أولويات التنمية واستخدامها بأعلى قدر ممكن من الفاعلية والجدوائية مع فرض الاحترام المطلق للمال العام.

كل هذا و ولد الغزواني يدرك أنه في عين العاصفة فلا حسن النية ولا المثابرة تنفعان صاحبهما إن زل ولو لمرة واحدة أو ترك فجوة ولو قل حجمها لعودة الفاسدين وبذلك يكون التحدي على مثل هذه الأرضيات مضاعفا حرصا و احتياطا و وقوفا إلى جانب الشعب.

وعلى ذكر الشعب يحتاج ولد الغزواني في معركته السامية إلى تأييد شعبي مستمر لا يمل التحدي و مؤازة دائمة لا تزعزعها الأباطيل التي يلقيها أكلت المال الحرام معتمدين على تضخيم حوادث معزولة كل مرة لشغل الرأي العام عن معركته الكبرى "محاربة الفساد في نسختها الأصلية لا المزورة و بناء قيم جمهورية ناصعة".

 

 

 

 

 

 

 

اعلانات