منذو اقتراب موعد حلول سنتين على تسلم ولد غزوانى الحكم،أضحت الرئاسة مستعمرة للإعلام الفرانكفوني و الفرنسي،الذى تكشفت عن بعضه معلومات خطيرة،تؤكد استخدام مجلة jeune afrique طرقا خاصة لاصطياد الزبناء،من الطراز الخاص،فى سياق تلميع إعلامي بعيد عن الموضوعية،و ضمن هبة سيئة التوقيت، برزت أيضا،إذاعة فرنسا الدولية و قناة افرانس 24،و ظهرت قناة الموريتانية و إذاعة موريتانيا و الصحف الرسمية للدولة،تروج لإنجازات فى كل ميدان،منذو مرور سنتين على وصول ولد غزوانى لدفة الحكم،حتى بات المتلقى يتخيل له، أن موريتانيا فى مصاف الدول المتقدمة فى كل مجال!.
ما هذا الهراء؟!،دولة يخنقها "كورونا" و الجوع و المرض و الإهمال فى أوساط واسعة من شعبها، يتآمر إعلاميون من فرنسا و موريتانيا،و على نطاق واسع،على قلب الحقائق فيها،لصالح الدعاية المغرضة،لصالح نظام عسكري انقلابي،بواجهة ديمقراطية صورية هزيلة هشة،حتى الآن!.
و معروف أن الحكم منذو 1978 و إلى اليوم بيد العسكر،و ما حصل من تعددية سياسية و إعلام حر،ما زال محاصرا بامتياز،و تلك الأحزاب،و خصوصا المعارضة،لا تملك الكثير منها على الأقل مقرات،و قد خفت صوت الأحزاب المعارضة كليا تقريبا،سوى حزب تواصل،بسبب التضييق التقليدي المعروف،ضد المعارضة،كتقليد مزمن، متبع بدقة فى الإدارة الموريتانية!.
أما حرية الصحافة و التدوين و التعبير،فكادت تغتال نهائيا،أيام ولد غزوانى و ولد احويرثى،الثنائي المهيمن على مؤسسة الرئاسة،على إثر مشروع قانون غريب،عرف فى الوسط الموريتاني،بقانون حماية الرموز،حاول ولد غزوانى و زبانيته، من خلاله وضع الرئيس فى مصاف المقدسات المحصنة من المساس!.
و يوميا يدعو الإعلام الرسمي الشعب الموريتاني،فى ذكرى مرور سنتين على وصول غزوانى لدفة الحكم،لتزكية كل شيئ و مباركة كل شيئ تقريبا،و الإقرار ضمنيا،بأن مرضه إنجاز و فقره مفخرة و سوء التسيير المزمن و تدوير المفسدين إبداع و التهديد الكلي بمصادرة الحريات حزم و حنكة و حكمة بليغة، عميقة الأغوار و الدلالات!.
و فى هذا الصدد تنفق مليارات الأوقية على مؤسسات الإعلام الرسمي، التى تمارس التدليس و شهادة الزور علنا،دون حياء،و تنفق كذلك ملايين الأوقية على صحافة أجنبية "بشمركية"، تمتهن التلميع المغرض، مقابل رزم من العملات الصعبة!،فى الوقت الذى تعجز فيه نقابة الصحفيين عن إيجار مقر لأنشطتها و يتسكع معظم الصحفيين فى نواكشوط و نواذيبو و روصو و غيرها، عاجزين عن مبلغ خمسة آلاف أوقية قديمة، لشراء غذاء أو دواء لأولادهم، فى عز خريف مضطرب و طقس متقلب،و فى المقابل ينفق بسخاء،على إعلام مشبوه،داخليا و خارجيا!.
يا أبناء شعبنا، إنكم تعانون من الموت، من كل حدب و صوب،و الآجال بيد الله،لكن انعدام الاحساس بالمسؤولية لدى الجميع،حكاما و محكومين، أدى إلى تفشى الأمراض و سوء المعيشة و ضعف مستوى الوعي عموما،و خصوصا الوعي الصحي.
لقد أضحى ،و العياذ بالله، الفشل الكلوي و السكرى و الضغط،عنوان مرحلة خطيرة منذرة بتغييب آلاف المواطنين،إن لم يكن من ساحة الحياة،فعلى الأقل من مسرح حياة هنيئة!.
شفى الله مرضانا و ألهم أصحاب المسؤوليات المختلفة لتحسس مواضع أقدامهم،عسى أن نعمل على مراجعة أوضاعنا و محاولة حلحلة بعض أحرج أوجه معاناتنا،بإذن الله و عونه.
و قد يعترف البعض بمنجزات للدولة فى حقبة معينة،لكنها تنسب لجميع من بذل الجهد،و لا ينبغى أن يكون الحديث عنها،فرصة لتجاهل أوجه المعاناة المرة.
و الله فى عون موريتانيا و جميع بلاد المسلمين.
بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول