ان ذكرى الاستقلال وخطابها يجب ان ينصب اساسا على التذكير بالتضحيات التي بذلت في سبيل الاستقلال و شحذ العزائم واستنهاض الهمم لحماية الوطن والاستعداد لصون كرامته وعزته كل من موقعه..
اما التركيز في خطاب اليوم الوطني او النظرة اليه من زاوية ضيقة تتطلع الى مكاسب آنية او وعود ضيقة يجب ان يتسامى عنها الخطاب لرمزية الحدث ومكانته في نفوس كل مواطن..
ان القرارات الحاسمة والانجازات المحورية لا تتوقف على خطاب ولا على زمان ولا مكان بل هي مستمرة استمرار وتيرة العطاء والبناء بل ان بعضها يكون وليد اللحظة تارة ..
وردا على ما يدعي البعض أن الخطاب لم يحمل جديدا يذكر ، فان تلك الادعاءات كانت غالبيتها بعيدة كل البعد عن الانصاف و الموضوعية ، رغم اهتمامنا الكبير بالاصغاء و الانصات للنقد البناء و تقبلنا له ..
إلا انني اريد أن اذكر تلك الاصوات المتعالية أن صاحب الفخامة حريص كل الحرص على تحقيق طموحات الشعب بأكمله كما جاء في خطابه ، وأنه يعول بعد الله تعالى على دعمنا ومساندتنا لترجمة تلك الطموحات والالتزامات الى واقع ملموس ، من أجل بناء وطن الكرامة و الحرية التنمية المستدامة-وطن لا هشاشة فيه ولا إقصاء.
كان خطاب صاحب الفخامة فصيحا وجزلا راقي الاسلوب كالعادة …
فرغم اعترافه الصريح بوجود بعض النقائص وعدم انتظام تقدم بعض المشاريع مع وتيرة الانجازات المطلوبة ، الا انه يعي جيدا مكمن الخلل ويسعى جاهدا الى حل الاشكال ، مقدرا في الحين ذاته جسامة المسؤولية و صعوبة الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم اجمع في ظل جائحة كوفيد 19 ، الا انه يؤكد التزامه التام بالوفاء بتعهداته التي قطع نفسه للشعب و الوطن ..
وبتسليط الضوء على خطاب رئيس الجمهورية نتبين النقاط الجوهرية التالية :
- الالتزام بتوفير 9000 فرصة عمل جديدة بالشراكة بين القطاعين العام والخاص كمرحلة ثانية من تعهداته مجال التشغيل
- التأكيد على محاربة الفساد ، كونه العدو الاول لتحقيق التنمية محاربة مؤسساتية تبتعد عن الشعارات وعن كيل التهم الجزاف والتعريض باعراض الناس والاعتداء على خصوصياتهم دون شبهة او دليل ، وذلك بتفعيل الاجهزة الرقابية للعب دورها المنوط بها
- السعي الى تعزيز مكتسبات دولة القانون والمواطنة من خلال المضي قدما على فصل السلطات لاحداث التوازن المطلوب
- العمل على الاصلاح الاداري وتقريب الادارة من المواطن
- تهيئة المناخ السياسي الهادىء والمناسب لاطلاق التشاور الوطني الجامع
كانت هذه ابرز النقاط المحورية التي تناولها الخطاب وهي نقاط كلها في الصميم ، ثم ان مثل هذه النقاط لا يتأتى الحديث عنها او ابراز مضامينها الا من خلال مناسبة كهذه ، لانها تشكل بالاساس مرتكزات الدولة التي تقوم عليها ناظمة للمجتمع وراسمة لملامح المستقبل الجمعي .
وقديما قيل لكل حادث حديث فخطاب الاستقلال لم يخرج عن السياق..
عيدا سعيدا
وكل عام وموريتانيا مستقلة ومزدهرة
ذ.محمد ولد حويه
عضو المجلس الوطني بحزب الاتحاد من اجل الجمهورية
عضو الامانة التنفيذية المكلفة بترقية الولوج الى الخدمات الاساسية