قال لي صديقي: أخي ألا تعلم ان النشيد الوطني الوحيد في العالم الذي ضم آية من القرآن الكريم هو نشيدنا الذي سيتم تبديله؟
قلت له: صحيح ليس في العالم كله نشيدا تسافر فيه آية من القرآن غير هذا النشيد “كن للإله ناصرا”.
قال لي: تعلم انك مسؤول عن افعالك كلها فهل ستقول لرب العزة حين يسالك ما حملك على أن تشارك في محو آية من القرآن كانت تجوب العالم في نشيدك الوطني؟ حملني على ذلك أن النشيد لم يكن بالحرارة الكافية! و انت تقرأ <<قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونْ>> و تقرأ بعد ذلك <<كَذَالِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَ كَذَالِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى>> أم ستقول له لم يكن النشيد يمثل التحرر من ربقة الإستعمار ولم يكن يمثل كل الشرائح في الوطن.. ما ردك حين يقول لك هل هناك تحرر اكثر من ان تكون “للإله ناصرا”؟ هل هنالك تمثيل للشرائح و العدالة بينها أكبر من ان تنكر المناكرا و ان تدور مع الحق أينما دار؟
قلت له: يا صديقي إنالتعديلات لا تقتصرعلى هذا هناك جوانب اخرى قد تنفع الوطن و المواطن و تزيل العوائق في وجه التنمية و ترشد موارده و تشرك المواطن في القرارات الحكومية التي ستنفع الوطن.. قاطعني قائلا: و ما علاقة التنمية بتغيير العلم؟ و ما علاقة ترشيد الموارد بتغيير النشيد؟ أتعلم اخي ان تغيير العلم وحده–الذي يبررونه بالمقاومة- سيكلف الدولة من الأموال ما لا تتوقعه؟ فكل شيء يضم العلم سيتغير الوثائق و الوزارات و الإدارات و السفارات و المناهج التعليمية و حتى نياشين الجيش الوطني و قبعاته… بإختصار أخي إن للرئيس ولمن يطبلون اليوم للتعديلات الدستورية مآرب شخصية إما بإزالت عقبات تمنع من التحكم بالدولة و الإفلات من العقاب أو بوعد أو وعيد كلهم قرأوا النشيد ولم يتدبروا معانيه جرى على السنتهم و لم يفهموا مقاصده فلا نافع ولا ضار إلا الله وكم إدعى هذه الحقيقة من جبار فقسم الله ظهره فلا ترضى أخي العزيز أن تكون مع الهالكين
وكـن مع الحـــق الـذي .. يرضاه منك دائـرا
و لا تعـــــد نـــافعـــــــا .. ســـوائه او ضائرا
و اسلك سبيل المصطفى .. و مت عليه سائرا
فببساطة من صنع حركة إيرا التي حرقت أمهات المذهب المالكي نهارا جهارا -و هم اصل معتمد للدستور بنص الدستور- يستطيع أن يدوس على الدستور و من طالب بترشيد الميزانية بإلغاء مجلس الشيوخ و المحكمة السامية هو من يصرف اكثر من 6 مليارات اوقية في إنتخابات لا دستورية و هو من دشن مشاريع بالمليارات لا تنتهي آجالها و اقرب مثال على ذلك مشروع 600 وحدة سكنية في مدينة أزويرات الذي دشن في بداية 2013 بتكلفة جاوزت 9 مليارات على ان ينتهي في اكتوبر 2014 و لم ينتهي بعد وكثيرة هي المشاريع التي لا تنتهي, إن من يبيع الكهرباء للدول المجاورة هو نفسه الذي يقطعها عن شعبه بكل بساطة, هذا النظام الذي رفع شعار تحسين ظروف المواطن هو الذي يبيع له وثائقه الشخصية و يحمله اخطاء من كتب أسمه غير صحيح او إسم أبيه او جده في جو يفتقر أدنى مستوا من العدالة هذا النظام هو الذي يبيع للمواطن الفقير البنزين بنفس السعر الذي كان يباع به البنزين منذو 3 سنوات و قد تردت اسعاره من 172 دولار إلى 38 دولارا للبرميل وكأن شيء لم يكن.. أخي هذه السلطة التي وظيفتها حماية الدستور هي من يدوس وزرائها على الدستور أمام العالم في كل خطاباتهم وكأن شيء لم يكن! أليس هذا صحيح؟
قلت له: صحيح.
فقال: هي عملية تجرى للدستور وعندما تنجح سيموت المريض وتبدأ عملية التشريح هذا ما وعدوا به.
ثم أردف قائلا: لكن لم تشارك فيه إذا؟!!!
بقلم: الشيخ ولد محمد سهيل
أزويرات 17/07/2017