هذا كتاب جديد ازدادت به المكتبة العربية وهو من تأليف الإعلامي الباحث الدكتور محمد سالم ولد الصوفي
يشمل الكتاب مقدمة وخاتمة وستة وعشرين عنوانا تبين بصفة مفصلة البيئة الاجتماعية والثقافية والتوجه الجهادي لهذا الشيخ الذي رفض الاستعمار وأشعل فتيل المقاومة في في منطقة نفوذ استعماري هامة باعتبار امتداداتها العربية والإفريقية .
وتتمثل أهمية الكتاب في أنه أول مؤلف باللغة العربية يصدر عن باحث موريتاني كما تتمثل أهميته أيضا في غزارة مادته العلمية حيث تناول مختلف الجوانب الروحية والعلمية والجهادية لهذا الشيخ الذى جمع بين القيادة العلمية والروحية والسياسية وشمل نفوذه الروحي منطقة جغرافية واسعة .
يبين كتاب الشيخ حماه المقاومة والنهج الفريد المسار التاريخي والاجتماعي والروحي لقبيلة أهل محمد سيدى الشريف التيشيتيين منذ القرن التاسع عشر إلى مرحلة ظهور الشيخ ومقاومته إلى يوم 16يناير 1943 حيث كان هذا التاريخ الفاصل هو المحطة الزمنية التي أغلق فيها الاستعمار الفرنسي القوس الغامض علي واحدة من أكبر جرائمه في حق أحد أكبر الزعماء الدينيين بافريقيا و العالم العربي .
يوفر الكتاب معلومات غزيرة عن الفرع الحموي ( نسبة للشيخ حماه الله ) من التيجانية .
تناول الباحث البعد الجهادي للشيخ حماه الله الذي شكل موقفه الرافض للاستعمار حالة استثنائية من بين جل العلماء و مشايخ التصوف الذين عبروا عن موادعة المستعمر من خلال التأويلات الفقهية المختلفة مما زاد من مكانته في نفوس المناوئين للاستعمار الفرنسي .
كم نتبين من خلال الكتاب و تحديدا من خلال القصائد الشعرية و المراسلات النثرية كم كانت مكانة الشيخ حماه الله كبيرة في نفوس النخبتين الموريتانية و المالية لقد شكل الشيخ حماه الله رقما صعبا و عقبة كؤودا أمام مشاريع فرنسا في المنطقة مما جعلها تنكل بأتباعه و عائلته بفظاعة شديدة و تختطفه ضمن عملية إجرامية ما تزال بحاجة إلى المزيد من الكشف و الاستقصاء ، السؤال الصعب الذي بقي عالقا و لم يستطع لحد الآن أي باحث الجواب عليه هو : متى توفي الشيخ حماه الله و أين دفن و لماذا كل هذا التكتم على مصير هذا الشيخ المجاهد .
إننا نتلوا من القرآن الكريم "إنك ميت و إنهم ميتون" و الخلود لله وحده و لا نقبل ما يزعمه بعض الشذاذ من أن الشيخ حماه الله ما زال حيا كما أننا لا نملك معلومات علمية تربط الرجل بالمهدي المنتظر نعرف فقط أنه شريف عالم و متصوف و مجاهد .
بقلم : محمد الأمجد ولد محمد الأمين السالم