في سجال كان يفترض أن يظل سياسيا بحتا، وجهت فيه دعوة للسيد الشيخ ولد محمد ازناگي السيناتور السابق لمقاطعة اگجوجت، لتنظيم مناظرة تلفزيونية معه، وذلك على خلفية اتهامه لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز بالسرقة وتلقي الرشوة، بالإضافة إلى هجومه المتكرر على فخامة الرئيس وادعائه بأنه يمتلك وثائق وملفات تدينه، وهي المناظرة التي أعربت عن استعدادي فيها لكشف المستور من خفايا السيناتور في هذا الشأن، وأن كلانا يقدم فيها ما بجعبته من الأدلة علنا وأمام الجمهور..
غير أن ازناگي لم ينتظر طويلا ليرد في لحظة متقدمة من البؤس عن الدعوة للمناظرة بالتالي: " ... لو كان الفيدرالي شريفا 100% لأجبته ولكن ليس كذلك)
قلها تصريحا ولا تجبن لا تقلها تلميحا .. نعم يا سيناتور الغدر، نعم والداتي حرطانية "خادم" وافتخر، لأنها ربتني فأحسن تربيتي، حيث علمتني أن لا أغدر ولا أطعن من الخلف من ائتمنني، ولا أنسى معاني الرجولة لأقوم بالتشهير بالنساء وجرهن من اردافن لمحاكمتهن في "قلعة الشرف" مجلس الشيوخ!.
علمتني والدتي "الحرطانية" الأمة السوداء -التي تنقص في مفهومك من نسبة شرفي- أن لا أكون سلعة، يتداول ضميره في سوق النخاسة السياسية، ويشترى بأوراق الخيانة والارتهان والاستيلاب والتسكع على عتبات بيوت الأثرياء لأسباب لا ترضي العرف ولا الشرف.
"الحرطانية" المفخرة التي يشي اسمها "أم البركة بنت امبارك" بالعراقة في بيوت العبيد، ورثت أبناءها الحصانة ضد القابلية للانحناء، وتتبع مظان الطمع، وألجمت شهيتهم عن المال المشبوه ودفعتهم للركون للفضيلة.
صدقني أيها ازناگي .. إنني أزهو فخرا ولحد مداعبة الغرور، أن سمتي ودمي كان ملتقى لأعراق موريتانيا السوداء والبيضاء.
السيناتور ازناگي، ربيب الجشع، ذلك النبات الهش، المحاصر بإرث من الرشاوي والكبوات، يحاول تجاوز الضعف بالكذب، والسقوط بالتجريح .. في حالة تردي خارجة عن السيطرة ..
ولترطيب ذاكرة التاريخ فقد أنهك الرئيس ولد عبد العزيز نفسه ليجعل من تفاهة كانت تعيش في ظل الحياة تدعى "الشيخ" سياسيا وسيناتورا، .. اكراما لأسرته ولمجتمعه الفاضل، واعتبارا لذاكرة مشتركة محلية، فرد له الجميل غدرا وتدليسا وتنسيقا ضده في الخفاء مع التظاهر بالولاء.
وحين انكشف المستور .. بدا ازناگي المهزوز يتخبط في ذعر واجف هالع مما يحمل الغد .. دفعه إلى السباحة في المياه العكرة، في محاولة متعثرة يائسة لدخول التاريخ ثانية بالمغالطات المدفوعة الثمن.
تريث! فبطولة هذه المرة أنت لست لها .. مع علمي أنك محرج، فقد دفعت فيها كرامتك ورهنت فيها القطرات الشحيحة المتبقية من ماء وجهك.
لا أستغرب العنصرية منك، ولا أستكثر الجاهلية على نفس عربيدة جامحة رعناء..
لكن النسيان سيتكفل بتشييعك إلى مثواك السياسي الأخير.. إلى زاوية الظلام كما كنت أصلا، في ظل صنوف الهوان لتعود للتسكع من جديد على عتبات بيوت الأغنياء .. وقد بدأ النسيان المهمة بحماس.
وستبقى الأمة السوداء شريفة مهما تطاول عليها الأقزام من أمثالك.
وختاما فإن ابن الحرطانية محمد ولد امربيه يجدد لك الدعوة من جديد لمناظرة تلفزيونية، خاصة بعد فتحك لملف سرقتي وحقارتي وانحطاطي .. حسب تعبيرك لندمائك.
وان عدتم عدنا والبادئ أظلم
بقلم: محمد ولد امربيه ولد عابدين
فيدالي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية UPR في ولاية اينشيري