كما رسمت "رحلة المنى والمنّة " لصاحبها علامة عصره الطالب احمد ولد اطوير الجنة، صورة عن مسار رحلة الحجيج الشناقطة، وعلاقاتهم مع الدول والأمصار الواقعة على طول تلك الرحلة، رسمت مدينة وادان مدينة العلم والنخيل رمزيْ الثقافة والأصالة لوحة امتنان وعرفان بالجميل ، وتشبث وتعلق المدينة العريقة بنهج قائد التغيير البناء، وذلك بتصدرها مقاطعات آدرار الأربع في نسبة المشاركة والتصويت بنعم على التعديلات الدستورية، خلال الاستفتاء الدستوري غداة الخامس من اغسطس الميمون.
فقد وصلت نسبة المشاركة على مستوى مقاطعة وادان إلى 79.35 في المائة، حصلت "نعم" على نسبة 91.1 منها، وحصلت "لا" على نسبة 6.99 منها، في حين حصلت الأصوات الحيادية على 1.9 في المائة.
ان هذه النتيجة المضيئة و المشرفة والتى يفتخر بها اليوم جميع الوادانيين، إنما كانت ترجمة لجهود حثيثة وصادقة من لدن اطر و اعيان ومنتخبى وساكنة هذه المدينة الاثرية العتيقة الذين آلوا على انفسهم ان يبذلوا الغالى والنفيس من خلال تسخير امكانيات بشرية و لوجستية معتبرة وكذا التركيزعلى العنصر الشبابي والنسوي والذى كان له الاثر البالغ في نصر الخامس من اغشت، نصر كان صوت وادان فيه مدويا ...نعم للعرفان بالجميل لفخامة رئيس الجمهورية رائد الرؤية التى اعتمدت على ربط التراث الثقافي والطبيعي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والحرص على حماية وصيانة التراث الثقافي وتثمين مقدراته في التنمية الاقتصادية المحلية، فضلا عن تطوير منتجات السياحة ،ليس فقط في مدينة وادان وحدها، وإنما في اخواتها شنقيط ، ولاته ، وتيشيت.
ان توافد اطرومنتخبى واعيان مدينة وادان من كل حدب و صوب... من ولايات تيرس الزمور، داخلة انواذيبو، ادرار ،انشيري ولعصابه، جاعلين همهم الاوحد ،المشاركة الفاعلة في حملة التعديلات الدستورية والتزامهم الحضور بكثرة في كل المناسبات المنظمة التى كانت تمهيدا لاقتراع الخامس من أغسطس المبارك، ومبادرتهم الفورية بتشكيل لجان لتعبئة وتحسيس ساكنة المدينة حول ماهية التعديلات الدستورية وتبيان انها تشكل دفعة قوية لما تحقق من مكاسب سياسية واقتصادية واجتماعية على الصعيدين الخارجي والداخلي وأنها جاءت ثمرة مخرجات حوار شامل، كما ان اللجان المذكورة باشرت شرح الكيفية الصائبة للتصويت بنعم من خلال استهداف بيوت الساكنة ونقاط التجمع كالسوق و المباني الادارية و محطات النقل ،كل هذا وذاك ، كان لضمان المحافظة على المكاسب والانجازات التي تحققت واستجابة للرؤية الصادقة لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز.
ان مدينة وادان التى ظلت وماتزال مركز اشعاع ثقافى، ومن ربوعها حمل علماؤنا الذين عمت شهرتهم الآفاق الرسالة السمحة والقيم النبيلة الى مشارق الأرض ومغاربها، لتثمن عاليا كافة الجهود المبذولة من طرف القيادة العليا في البلد سبيلا الى تثمين تراثنا الثقافي وتعزيز لحمتنا الوطنية وتوظيف مقدراتنا الحضارية والتاريخية، كما تهيب بالتوجيهات الصادقة بضرورة كتابة التاريخ وتصحيحه، وإنصاف من يستحقون الإنصاف من مجاهدين أخيار، تأسيسا للمصالحة مع الذات والتاريخ ، بغية بناء دولة حديثة تستعيد امجاد الشعب الموريتاني الشهم.
محمد ولد محمد الخاشع