سيدى الوزير كنت من المبادرين للتهنئة والمباركة عند اسناد حقيبة الوزارة لكم لما لمحت فيكم من نفس اصلاحي تجديدي ولأنكم قادمون من رحم معاناة القطاع ولحماس الشباب الدافع لصاحبه لأن يترك بصمة اصلاح تشهد له فى مشواره الوظيفي .
ليس هذا بادي رأي بل ثمرة متابعة وتثبت من خطوات متتالية لإصلاح قطاع إصلاحه هو أساس إصلاح قطاعات الدولة الأخرى توجيها ومرجعية وحفظا لهوية شعب واستقرار مجتمع .
كانت خطاباتكم الأولى تبعث الأمل والطمأنينة بإصلاح القطاع الديني وتطوير آليات انتاجه منبرا كان أو مدرجا جامعيا وبالفعل شرعت فى تطوير المنظومة التشريعية للمعهد العالى الذى هو الاستمرار الأكادمي للمحظرة الموريتانية وصدر النظام الخاص به غير أنه وأن ألحق المؤسسة بحقل التعليم العالى من الناحية التشريعية مازال ينتظر التنفيذ وتتعاوره الخروقات من هنا وهناك .
وتلك أول التحفظات من طرفنا على نية معاليكم فى تطبيق ما بدأتم به من خطوات .
وانتظرنا وفكرنا مليا قبل أن يستقر أمرنا أنكم اتخذتم ما عاهدتم به من اشراك مؤسستي التعليم العالى ظهريا ولم تلتفتوا لما فيها من أساتذة لهم القدرة والحق فى الإشراف والتأطير على الحجاج
وأنت أدرى بتخصصاتهم لأنك تخرجت من مؤسسة المعهد فى نهاية العشرية الأولى من الألفية الثالثة والطاقم الذى أشرف على تأطيرك هو نفس طاقمها اليوم .
سيدى فى مصر وتونس والمغرب والجزائر الذى يشرف على تأطير الحجاج وتوجيههم هم أساتذة الأزهر الشريف والزينونة ودار الحديث الحسنية وجامعة الإمام عبد القادر.
.وأنت تجاهلت هؤلاء وأعتبرتهم نسيا منسيا وهم خير مقاما وأحسن نديا.
ولو اعتمدت عليهم الوزارة لرسخت دعائم الخطاب المعتدل ولقضت على انتاج الإرهاب وتفريخه.
ولعلكم بهذا تستثمرون معارضة المشروع التنموي للسيد رئيس الجمهورية الذى جعل من الخطاب الديني المستنير قوام النهضة وحصن الهوية الدينية . ووسائل انتاج هذا الخطاب الذى يجمع بين فهم مفردات الواقع ومقتضيات النصوص الدينية وهي مدرجات التعليم العالى التى لم تخصوها بندوة واحدة من ندواتكم الموزعة دوما بين الداخل والفنادق الراقية بالعاصمة.
فى حين أن المستهدف بالخطاب هم شباب الجامعات داخل المدرجات ..
وأتوجه بطلب لسيدى الرئيس الذى سرت مع مشروعه التنموي بقناعة ودافعت بتدويناتى ومقالاتى عن مضامين الاصلاحات الدستورية التى كانت مقترحة للاستفتاء وتوجت بالنجاح لله الحمد . دافعت عن هذه الإصلاحات أكثر من دفاع هؤلاء.
سيدى الرئيس أتوجه إليكم بأن تقطع الصلة بين الوزارة ومؤسسات التعليم العالى الديني لتتفرغ للروابط والحجيج ومشاكله فمن الأحسن لهذه المؤسسات أن تتوحد مع مؤسسات التعليم العالى الوطنية فى التبعية والأهداف لأن وزراء الشؤون الإسلامية لا يريدون أن يفهموا رسالة هذه المؤسسات الأكادمية ولا دورها الريادي فى تنمية الخطاب الديني بل يسعون لمواراتها . وتحييدها .
ثقتى فى الله وفيكم سيدى الرئيس بعد الله واعتصامى بالله من كل مضايقة أو سعي للإضرار بى .
سيقولون عادوده شغبه ومسه كلا ورب الكعبة ليس هذا شغبا ولا تلبيسا ولا تدليسا وإنما هو وعي وطني وقيام بمسؤوليتنا فى الكشف عن الحقيقة و إطلاعكم على مطبات تعرقل سير سفينة الإصلاح فى بعض القطاعات الحيوية وأنتم سيادة الرئيس حرصتم على التذكير دوما أنكم لم تفكروا فى تولى الشأن العام إلا شفقة على المواطنين ورغبة فى تغيير أوضاعهم المزرية من فقر وتهميش وظلم وفساد إداري قوامه المحسوبية والإنتقائية ... وهذا ما دفعنى للكتابة اليكم والتضحية بمصالحى لإطلاعكم على بعض الحقائق وما خفي أعظم
يتواصل
أنا فى حماية الله ورعايتكم
بقلم: د. محمد الحسن اعبيدى