؛ تمخض الجبل فولدَ فأراً .. خطاب " سماحته "
انتظرنا وانتظر العالم كثيرا .. انتظرت المنطقة وانتظر الأعداء والأصدقاء معاً .. كلٌ بأعصاب مشدودة .. وأخيرا جاء الوقت الموعود .. جاء خطاب " سماحته " .. ليُثلج صدور الأعداء ويطمئنهم بانه لن يكون مصدر تهديدٍ لهم، ويُصيب الأصدقاء الذين كانوا يتطلعون إلى موقف ما بخيبة أمل لا أول لها ولا آخر.
كان خطاب حسن نصر الله يتخبط في دائرة واحدة : تبرئة إيران ومشتقاتها مما قامت به المقاومة الفلسطينية من عمل بطولي خارق، أيقظ الجميع من سباته وأظهر أن النضال الفلسطيني ممنوع من الاستقالة وأن رفوفَ التآمر لا تتسع لطمس القضية الفلسطينية .
كم مرة وردت في خطاب صاحب " السماحة " عبارة " قرارالعنلية قرار فلسطيني " وأكد على ذلك مرارا كي يبرز أن إيران ومن يدور في فلكها برآء مما قامت به المقاومة الفلسطينية ولا علاقة لهم به .. صحيح ان القرار قرار فلسطيني، لكن هل يكفي ذلك لإعفاء من ملأوا رؤوس الناس رياءً بأنهم " المقاومة " و " محور المقاومة " و و و ... من مؤازرة المقاومة ؟؟
لكن .. دعونا نكون " منصفين "نتعامل بواقعية .. هل نريد من ايران و " أهلها " أن يصنعوا لنا ما لم نصنعه لأنفسنا .. فذاك هو الهراء بعينه و الغباء في أكبر تجلياته .
الذين كانوا ينتظرون من إيران وأدواتها فعلاً غير الذي أعلنه حسن نصر الله مُصابون بالعمى السياسي والحضاري والتاريخي .. لأن العاقل يسأل نفسه على الأقل ماذا قامت به إيران في تاريخها لصالح العرب والقضية الفلسطينية ؟؟
لقد فعلت الكثير .. تآمرت مع أعداء الأمة من أجل تحطيم أعظم قوة عسكرية ومالية كانت تشكل سنداً حقيقياً للمقاومة العربية كما كانت سداً منيعا في وجه الأطماع الإيرانية في الخليج العربي والجزيرة العربية .. فعملت مع الغزاة لاحتلال العراق مما مهد لها الطريق لتعيث فساداً فى المنطقة فخربت لبنان وخربت سوريا وخربت اليمن، واستهدفت الحرمين الشريفين .
من الغباء أن ننتظر من إيران أن تتدخل لتحرير أرضنا، فليست هناك أرض إيرانية مُحتلة .. ففلسطين أرضنا نحن، والجولان أرضنا نحن ويكفينا من إيران ألا تشترك في إيذائنا مع أن التاريخ بكل معطياته يُثبت العكس .
ساذج من لايرى أن إيران جزء من تحالف دولي استعماري كبير تقوده آمريكا - ومن أهم أدواتها فى هذا الحلف إيران واسرئيل-هدفه الأول تصفية القضية الفلسطينية والسيطرة على المنطقة العربية وثرواتها .
هذا هو واقع الحال في علاقة إيران بنا .. أما خطاب " سماحته " فلم يتجاوز ماكُنا ننتظره منه، وهو خذلان المقاومة العربية في أصعب أوقاتها وأكثرها حاجة إلى المساندة العملية في معركة المصير التي تخوضها نيابة عن الأمة العربية والإسلامية
دده محمد الأمين السالك