مصدر: "الاتهام دون بينة سيعاقب صاحبه .. فالقانون لم يترك أعراض الناس مـُستباحة"

2 سبتمبر, 2017 - 14:47

تابعت بشكل دقيق، وفاحص الفيديو المقتضب جدا، والذي تم تداوله مؤخرا، ويظهر فيه رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز في إقامته الخاصة بالقصر الرئاسي، وبغض النظر عن ما حمله الفيديو من تعد واضح فاضح على الخصوصية، واقتحام لبيت امرئ مسلم، والتجسس عليه، ونشر صور سيدة غير محتشمة دون علمها، وما يترتب على ذلك شرعا، وقانونا، فإنني أود تسجيل الملاحظات التالية:
أولا: من صور الفيديو يبدو أنه لم يفعل ذلك بقصد استخدام الفيديو لاحقا في الإساءة للرئيس، أو عائلته، بدليل عينة الصور الملتقطة، حيث كان التركيز أكبر على الرئيس وهو جالس يتفحص هاتفه، وليس في الأمر أي شيئ "شين، ولا احرام".
ثانيا: يبدو أن الفيديو المتداول ليس هو الأصلي تماما، بل قد تم التصرف فيه، من طرف جهة معينة، ليبدو وكأنه يثير الشبهة، وهذا ما يفسر بث أقل من 10 ثوان فقط، والأرجح أن الفيديو الأصلي أطول من ذلك، لكن نشره كاملا سيوضح معالم الغرفة أكثر، ويجعل مهمة "إثارة الشبهة" مستحيلة، لذلك تم انتقاء مقطع قصير بعناية لخدمة الهدف المسبق.
ثالثا: لقد كشف الفيديو – دون قصد ناشريه- جانبا مهما من حياة الرئيس ولد عبد العزيز، حيث ظهر أن الرجل اجتماعي، وحنون، ويحترم الروابط العائلية، فالبساطة، والعفوية كانت بادية من المشهد، رغم كل محاولات التغيير في الفيديو.
رابعا: على الجميع أن يعلم الرئيس في النهاية بشر، يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، ومن حقه أن يعيش حياته الخاصة بعيدا عن الأضواء، والتجسس، وإذا كان الله تبارك وتعالى قد حرم مجرد دخول البيوت دون استئذان أهلها:(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها) صدق الله العظيم، فماذا سيقول الشرع، والقانون في نشر أدق تفاصيل الحياة داخل البيوت دون إذن أصحابها..؟؟!.
خامسا: هناك فرق بين الفضائح السياسية، والمهنية المتعلقة بتسيير الرئيس، أو أي مسؤول لمهام وظيفته، وبين "القذف" و التشهير، أو الاتهام المـُبطن بأمور تقدح في العرض، وتزري بالمروءة، فالاتهام هنا – دون بينة- سيقود صاحبه حتما إلى ما لا تـُحمد عقباه، فالشرع لم يترك أعراض الناس مـُستباحة، والقانون فرض عليها حاجزا سميكا يجب التوقف عنده، ومن يتطاول بيده، أو عينه، أو كامرته ليرصد خصوصيات الناس يـٌعرض نفسه لقطع اليد، أو فقء العين، وتكسير آلة التصوير، لأنه في هذه الحالة "صائل" والصائل دمه هدر، والمسلم مطالب بالدفاع عن: دينه، ونفسه، وماله، وعرضه.

نقلا عن صفحة الكاتب والمدون سعدبوه الشيخ محمد

 

 

 

 

 

 

اعلانات