لندن ـ «القدس العربي»- وكالات: في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة، أمس الخميس، موافقة الاحتلال على وقف هجماته في شمال قطاع غزة لمدة 4 ساعات يوميا، حاولت إسرائيل أن تتملص من كلام واشنطن، عبر الحديث عن «فترات توقف تكتيكية ومحلية» داخل القطاع الذي ارتفع عدد الشهداء فيه إلى 10 آلاف و812 شهيداً، بينهم 4412 طفلاً و2918 سيدة، وفق آخر إحصائية أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب حتى الآن 1118 مجزرة بحق المدنيين منذ بدء العدوان بينما ارتفع عدد الشهداء من الأطقم الطبية إلى 295، إضافة إلى تدمير 51 سيارة إسعاف.
كما أعلنت الوزارة عن توقف الخط الطبي الأخير لخدمات الأطفال في القطاع بعد توقف الخدمات الطبية في مستشفى الرنتيسي ومستشفى النصر. وأوضحت أن توقف مستشفيات غزة وشمال القطاع يحمل الموت لآلاف الجرحى، لا سيما في الأقسام الحساسة، نتيجة عدم توفر الوقود.
كما جددت «الصحة العالمية» دعوتها إلى الحماية الفعالة للمدنيين والرعاية الصحية في غزة كونهم «ليسوا أهدافا».
ووفق رئيسة بعثة «أطباء بلا حدود» في فرنسا، إيزابيل ديفورني، لا توجد منطقة آمنة يمكن للناس الهروب إليها في غزة التي تقصفها إسرائيل دون تمييز.
وذكّرت بأن 30 % من الذين فقدوا أرواحهم في غزة ماتوا في مناطق جنوب القطاع، التي طلبت إسرائيل من الفلسطينيين اللجوء إليها.
كذلك، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن «الحديث عن هدنة إنسانية ترافق مع تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتكثيف غاراته على قطاع غزة».
وبخصوص الهدنة، فقد أعلن البيت الأبيض أن إسرائيل وافقت على وقف هجماتها في شمال قطاع غزة لمدة 4 ساعات يوميا، من أجل مغادرة المدنيين من شمال غزة إلى جنوبها، وستعلن ذلك قبل 3 ساعات من بدء الوقف».
وزعم أن «فترات توقف الهجمات ستسمح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحتاجة وستسمح للفلسطينيين بمغادرة المنطقة دون أن يصابوا بأذى».
وأضاف أن «إسرائيل أبلغتهم بأنها لن تنفذ أي عمليات عسكرية في هذه المناطق خلال فترات التوقف لأربع ساعات، المقرر أن تبدأ الخميس»، على حد قوله.
كما بينت الخارجية الأمريكية أن «الهدنة ستسمح بمغادرة المدنيين مناطق القتال وبتدفق المساعدات وإطلاق سراح الرهائن».
لكن الجيش الإسرائيلي قال إن تل أبيب لم توافق على أي وقف لإطلاق النار، لكنها ستواصل السماح بفترات توقف قصيرة الأمد للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وبين المتحدث باسمه اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت «ليس هناك وقف لإطلاق النار، وأكرر أنه ليس هناك وقف لإطلاق النار. ما نفعله أن هذه الهدنة لأربع ساعات، هي فترات توقف تكتيكية ومحلية (لإتاحة وصول) المساعدات الإنسانية».
وبالتزامن، بثت حركة «الجهاد الإسلامي» شريط فيديو لامرأة وفتى، قالت إنهما من ضمن الرهائن الذين تحتجزهم في قطاع غزة، مؤكدة استعدادها للإفراج عنهما في حال توافرت «الشروط الملائمة ميدانيا وأمنياً».
وقال أبو حمزة، المتحدث باسم سرايا القدس الجناح العسكري للحركة، في شريط مصوّر إن الحركة مستعدة للإفراج عن السيدة السبعينية والفتى البالغ 13 عاما «لأسباب إنسانية وصحية».
في حين أعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مجندة إسرائيلية كانت محتجزة في غزة قتلت وأصيب جندي آخر محتجز في غارة جوية إسرائيلية.
في غضون ذلك، زار وفد من حركة «حماس» يضم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، وخالد مشعل وخليل الحية القياديين في الحركة، القاهرة، أمس، لبحث الوصول إلى هدنة إنسانية ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وبحث اللقاء، وفق مصادر «القدس العربي» إمكانية التفاوض على إطلاق حماس نحو 15 محتجزا مقابل أن توقف إسرائيل هجماتها على غزة لمدة 3 أيام.
وجاءت المفاوضات حول الهدنة مقابل عدد من المحتجزين، بعد زيارة مدير المخابرات الأمريكية وليام بيرنز، إلى المنطقة لتحريك مفاوضات الرهائن مقابل هدنة مؤقتة.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين مطلعين أن بيرنز التقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وأجرى معه «محادثات إيجابية، وتم إحراز تقدم»، في إشارة إلى المفاوضات الجارية بوساطة قطرية لإطلاق سراح محتجزين لدى المقاومة في غزة.
إلى ذلك، وقعت اشتباكات ضارية بين عناصر المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في حي النصر شمال غرب مدينة غزة، كما أشارت قناة «الجزيرة» إلى دوي انفجارات واشتباكات عنيفة في منطقة مجمع أنصار الحكومي جنوب غرب المدينة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط وإصابة 5 جنود في المعارك الدائرة في قطاع غزة، ليرتفع عدد قتلاه إلى 37 منذ بدء المعارك البرية نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وإلى 352 جنديا وشرطيا، منذ 7 من الشهر نفسه.
كما أكد اعتراضه صاروخا قال إنه «أطلق من اليمن» نحو مدينة إيلات (جنوب).
وذكر الجيش: «تم إطلاق صاروخ من اليمن نحو إسرائيل، حيث تم اعتراضه بنجاح من قبل الدفاعات الجوية عبر نظام السهم (حيتس) لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى».