يغادر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى القاهرة على نحو مفاجئ الأربعاء، في إطار زيارة لم تكن مبرمجة مسبقا، ويُعتقد أن لها علاقة مباشرة بإعلان الهدنة الذي حصل بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.
ولم يُعلن بعد في عمّان عن الزيارة ولا عن برنامجها ولا أهدافها، لكن مصادر مصرية ذكرت أن ملك الأردن سيلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي وسيعقدان قمة ثنائية.
ويقدر دبلوماسيون غربيون في ضوء موقف الأردن المتقدم برفض العدوان الإسرائيلي، بأن عمّان مهتمة جدا بعد إعلان الهدنة التي تبدأ صباح الخميس بالتركيز على ملفين. الأول هو إدامة هذه الهدنة والاستناد إليها مع موقف مصري مشترك برسالة موحدة تطالب بتحويل الهدنة إلى عملية وقف شاملة لإطلاق النار.
وثانيا الحرص الشديد من جانب الأردن على تحفيز مصر بخصوص إدخال أكبر كمية ممكنة من المساعدات خلال الأيام الأربعة للهدنة، مع إصدار بيان سياسي ثنائي يطالب بوقف كامل لإطلاق النار، وتمديد الهدنة بحثا عن حلول سياسية للأزمة.
ووصف أحد المسؤولين قرار العاهل الأردني بمقابلة السيسي في زيارة سريعة وخاطفة، أنه خطوة أردنية سريعة لتفعيل فتح معبر رفح بقوة وسرعة، والبحث عن خيار سياسي ودبلوماسي للاستثمار في الهدنة التي تم إعلانها.
الأردن يريد أن تتمكن هيئة الإغاثة الهاشمية المختصة، والقوات المسلحة الأردنية من إدخال كميات كبيرة من المساعدات، وعمّان ترغب في أن تحظى بالأفضلية بالتنسيق مع المصريين في هذا الإطار.
تجهيزات المؤسسة العسكرية الأردنية لحالة الهدنة تتضمن إقامة جسر جوي لنقل المساعدات والجرحى بالاتجاهين انطلاقا من مطار العريش المصري، وهي مهمة تريد القيادة الأردنية أن تُنجز بسلاسة وبسرعة وبأسرع وقت.
خلافا لذلك، فهيئة الإغاثة الهاشمية لديها أطنان من المساعدات الغذائية والشتوية والطبية، ومخازن الهيئة في عمّان والعريش تتكدس بالمساعدات.
وأغلب التقدير أن الجانب الأردني يريد تنسيقا مع مصر لعبور أكبر قدر ممكن من المساعدات والتي جُمعت بكثافة سواء في العريش أو في عمّان، وبعض تلك المساعدات لا تزال عند مؤسسات في القطاع الخاص الأردني تبرعت بها لكنها مقررة.
ويأمل الأردن ايضا بنقل ما يستطيع وبسرعة من جرحى الحالات المعقدة لمعالجتهم لدى الخدمات الطبية الملكية.
هدفان متوقعان لزيارة ملك الأردن لمصر، أحدهما لوجستي والآخر سياسي.