هو العلامة القاضي محمذن بن محمدفال بن محمذن بن أحمد بن محمد العاقل، ووالدته فاطمَ فال بنت محمد فال بن أحمد بن محمد العاقل، المولود سنة 1873 م عند بئر تكرَمن "العجائز".
في منطقة إكيدي بمقاطعة المذرذرة.
تلقى تكوينه العلمي والروحي، بين أفراد أسرته، كوالده العلامة محمد فال "ببَّها" ..
وأعمامه الأعلام .. أحمد يورَ، والمختار أم "التاه"، وسيد الأمين، وعبد الله، وخاله قطب زمانه .. حمدن بن محمد فال.
ظهرت عليه مبكرا مخائل النجابة والذكاء .. جامعا بين العلم والأدب بشقيه، الفصيح والعامي ..
والتصوف والمكاشفة وخرق العادة وتفسير الأحلام ..
تولى قضاء دائرة المذرذرة، لمدة تزيد على الخمسين سنة.
مزاوجا بين القضاء والرئاسة التقليدية لمجموعته.
ارتبط اسمه بخطة القضاء .. بحيث غلب عليه في هذه الربوع لقب .. "القاضي''.
كان منهجه في القضاء، يميل إلى مصالحة الخصوم، واستشارة علماء المنطقة، من أمثال أحمد سالم بن سيدي محمد، ومحمد عبد الرحمن بن السالك العلوي، وسيدي بن التاه، ومحمد عالي بن محنض، والمختار بن المحبوبي، ومحمد بن حمينَّ، والمختار بن إبلول ..
اتسم بقوة اليقين و الثبات، وبقدرة فائقة على تسيير الأمور، وحل المشاكل .. فقد كان للإدارة الفرنسية عليه اعتماد كبير في ذلك الميدان ..
ومن أمثلة الملفات الشائكة التي قام بتسويتها .. ''قسمة اركيز" .. التي أجراها سنة 1916 م و التي ما زال بها العمل ليومنا هذا.
تأثّر به خلق كثير .. كأبنائه الأعلام .. لمرابط "ببها"، وأحمد، وعبد الله ..
كما تخرّج من جلسات قضائه علماء من أفراد أسرته، كأخيه القاضي حامد بن ببها، الذي خلفه في قضاء المذرذرة.
وأبناء أخواته .. محمدن، وكراي، ابني محمد باب، وحمدن، و ببَّها "ببَّ"، ابني التاه ..
ترك "امّيي" موروثا علميا وأدبيا غنيا .. نذكر منه ..
- ديوانا شعر فصيح وعامي، يزخران بالتوحيد و التصوّف و التوسّل و المديح و الغزل ..
- مجموعة كبيرة من الأحكام و الأقضية
- نظم آخر من مات من الصحابة
- نظم في لكزانه
- نظم في التاريخ
- أنظام قصيرة كثيرة في العقيدة والفقه والقرآن والتأمل والاعتبار والإرشاد...
- تأليف في أمراء الترارزة
كان محل احترام و تبجيل من أمراء الترارزة المعاصرين له .. كأحمد سالم بن إبراهيم السالم، وأحمد للدّيد، ومحمد فال ولد عمير، واحبيب بن أحمد سالم.
نوّه بمناقبه الكثير من الشعراء، فصيحا و عاميا ..
كقول محمد عبد الرحمن بن السالك العلوي "النح" علما ..
يا حاكمَ الشريعة المُرتضى °° و سيفها الصَّمصامة المُنتضَى
و درعها التي بها يُتقي °° و شمعها الذي به يُستضى
و فارسَ القضا إذا شمَّرت °° عن ساقها الفهومُ و ابنَ القضا
أهلا بما جاوزتَ من بلدةٍ °° تطوي لكَ الرِّكابُ نشرَ الفضا
فلم تزل على العُلا مُقبِلاً °° و لم تزل عن الخنا مُعرضا
توفي "امّيي" رحمه الله تعالى في يوم 25 مايو 1966 م بقرية "ابير التورس"، عن عمر ناهز 93 سنة.
ودفن بالميمون، حيث والده، وجده لأبيه، وثلاثة من أعمامه.
المذرذرة