اعتذر الأمين العام للكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية الأستاذ محمدن ولد الرباني عن حضور الإفطار الذي دعته له الرئاسة مساء اليوم، فيما سرد للرئيس محمد ولد الغزواني مطالب العمال.
وقال ولد الرباني إنه تلقى دعوة من وزارة الوظيفة العمومية والعمل للفطور الجماعي الذي تنظمه الرئاسة على شرف كوكبة من النخبة الوطنية في مختلف المجالات، مردفا أنه تأكد من خلال هذه الدعوة ومثيلاتها أن الرئيس يشعر بوجود نقابات ومركزيات نقابية رغم انه لم يلتق بها قط وهو يلتقي برؤساء الأحزاب والنشطاء السياسيين.
ورأى ولد الرباني أنه لو كان في هذه المناسبة فرصة للكلام وطرح أساسيات القضايا ذات الهم المشترك لكان أول الحاضرين مهما كانت المشاغل "فلقاء رئيس الجمهورية الآمر الناهي فرصة لا تضيع ولا تعوض".
وأضاف: "لما كانت المسألة ليست أكثر من تناول بعض الطيبات من الرزق التي هي عند جماهير العمال كالكبريت الأحمر الذي يذكر، ولا يرى؛ آثرت أن تكون مشاركتي في هذا الإفطار بالكلام لا بالطعام".
وأكد ولد الرباني في الرسالة التي نشرها على صفحته في فيسبوك أن "حاجة نقابات هذا البلد إلى التنظيم أكبر من حاجتها إلى إفطار يوم في السنة"، مذكرا بأن "التمثيلية النقابية استحقاق يجب ان تولوه أهمية خاصة فهو الخطوة الأولى في سبيل المفاوضات الجماعية والحوار الاجتماعي".
وشدد ولد الرباني على أن هذه التمثيلية التي يجب أن تجرى بكل شفافية وحياد من الدولة لتسفر عن تحديد النقابات الأكثر تمثيلا، منبها على وجود مؤشرات على أن هذا الحياد بعيد المنال ولعل أوضحها هذا الكم الهائل من الانتخابات المفاجئة دون سابق تخطيط ولا برمجة.
كما ذكر ولد الرباني الرئيس ولد الغزواني بالحاجة الماسة للعمال إلى خفض أسعار المواد الأساسية حتى تكون في متناول ذوي الأجور المتدنية، مؤكدا أن "الحياة في هذه البلاد أصبحت لا تطاق بسيب الارتفاع الجنوني للأسعار وجمود الرواتب".
ولفت الأمين العام للكونفدرالية الوطنية إلى أن العامل ما زال يرى التقاعد موتا معجلا لقلة المعاشات التي يتقاضاها بعده، مضيفا أن الحد الأدنى للأجور في البلاد اليوم لا يكفي لتغطية تكاليف النقل من وإلى مكان العمل حين يكونا متباعدين.
وقال ولد الرباني إن النقابة الموريتانية للقابلات داخلت في سلسلة احتجاجات منذ أكثر من شهر، وبدلا من أن تدخل وزارة الصحة في حوار معها دخلت في سلسة عقاب بعض الممرضات على ممارسة الحقوق الدستورية التي يفترض أنها محفوظة دستوريا، والرئيس هو حامي الدستور.
وأكد أن النقابات الجادة في التعليم تمارس احتجاجات متزامنة حينا ومتعاقبة حينا تنبيها على الوضعية المزرية التي يعيشها التعليم ورجاله في تجاهل تام من وزارة التهذيب المنشغلة بمزايدات أبعد ما تكون من الواقع.
وناشد ولد الرباني الرئيس ولد الغزواني لإصلاح هذه الاختلالات وغيرها من أجل وطن صالح للجميع، مضيفا أن هذه هي مشاركته في الإفطار الرئاسي.