قال المرشح لرئاسيات يونيو 2024 نور الدين ولد محمدو إنه تأكد من أن هناك تعليمات صارمة بمنعه من الترشح للرئاسة، كي لا يُشوّش على حسابات موضوعة سلفا من طرف من وصفهم بسدنة النظام وحاشية الرئيس "الفاسدة".
وأعلن ولد محمدو توقفه عن محاولة البحث عن التزكيات ابتداء من الليلة، وذلك بعد أن لم يعد يُراوده أدنى شك في أن خطة "خبيثة" ومؤامرة "قذرة" قد حيكت ضد مصالح الشعب الموريتاني، وتقويضا لديمقراطيته، وإجهازا على ما تبقّى من معالم جمهوريته.
واعتبر ولد محمدو في منشور على صفحته بفيسبوك أن تزكيته للترشح من عدمها هي بيد النظام الحاكم، إن شاء أمر بها، وإن شاء عرقلها كما هو الحال الآن، وِفق ما جاء في المنشور.
وحمَّل ولد محمدو الرئيس ووزير داخليته ومدير ديوانه وبعض رؤساء أحزاب الموالاة المسؤولية التاريخية العظيمة من إفساد الديمقراطية وإمعان الظلم وتهميش المخالفين للرأي، مضيفا أنهم تواطؤوا على "الطبخة الظالمة الخطيرة" من منع لترخيص الأحزاب السياسية أولا، وتغيير لقانون النسبية في الانتخابات البلدية الذي أدى إلى احتكار 230 عمدة من طرف الموالاة مُقابل 8 عمد فقط للمعارضة التي وصفها بأنها مغلوبة على أمرها.
وأشار في ذات السياق أنه تم وضع شروط للتزكية لا تمتلك أي أساس دستوري ولا قانوني، ومع ذلك لم يُلتزم بتطبيقها كما هي، مضيفا أن الموالاة منحت 5 تزكيات من عمدها لأحد المرشحين الذين لا تتوفر فيهم الشروط، وذلك لأنه ينتسب لشريحة يكرس الترشح منها فهم السلطات المتقادم للديمقراطية.
وأوضح ولد محمدو أن تزكية مرشحين منافسين معدودين على أصابع اليد على أساس عرقي وشرائحي واضح و"تافه"، جاء لفرض نجاح الرئيس المنتهية مصداقيته، الرئيس ذي "الحصيلة الهزيلة، والشعبية القليلة"، لفرض نجاحه في الشوط الأول من الانتخابات المقبلة.
ووصف ولد محمدو موريتانيا بأنها تشهد انتكاسة تاريخية للأسس الديمقراطية، و"تقهقرا" غير مسبوق لقيم الجمهورية و"انحطاطا" لم يسبق له مثيل في الممارسة الانتخابية، مطالبا الجميع بالتصدي لها بكل قوة وجسارة.
وأكد أنه بدأت تتكشف له خيوط مؤامرة "مافيوية دنيئة وخبيثة"، حيث فهم أن النظام الحاكم الذي منع ترخيص حزب سياسي منذ سنوات، ويُعيق بذلك مشاركته في الانتخابات المحلية والبرلمانية، بُغية الحصول على أي مستشار أو عمدة، هو نفسه النظام الذي يشترط عليه اليوم الحصول على التزكية، وهو نفسه النظام الذي أمر وأوعز لحكامه وولاته ومفوضيه بعدم الإمضاء على التزكية.
وذكر أن هؤلاء يمتنعون بحجج واهية، وتارة يُماطلون ويتغيبون، ومنهم من ادعى السفر والمرض، وذلك مع اقتراب أجل إغلاق ملفات الترشح لرئاسة الجمهورية.
ودعا ولد محمدو الشباب الموريتاني وقادة الرأي وكل من سانده وآزره ودعمه إلى رص الصف وطول النفس، وتوحيد الكلمة، والتكتل والاستعداد للتضحية الفردية والجماعية من أجل إزاحة هذا النظام الذي وصفه بغير الشرعي.
وشكر ولد محمدو حزب التجمع الوطني للإصلاح والتمنية "تواصل" على ما قدمه له من عون ومؤازرة في تزكيات المستشارين البلديين، مشيرا إلى أن ذلك لن ينساه.
كما شكر مجموعة المترشحين المعارضين المتحدين، والتي تضافرت جهودها لإيجاد حل لهذه المعضلة القانونية والدستورية التي أوقع هذا النظام الذي وصفه "بالبدائي والمستبد"، وعقلياته "البائدة" وممارساته "الحربائية".