عندما نستطرد تاريخ القادة و العظماء عبر التاريخ، فسنجد أن هنالك العديد من الصفات و الميزات المشتركة بين شخصيات هؤلاء، بدءا بالشجاعة و الحكمة و الفطنة و الذكاء وغيرهم من الصفات النادرة.
و الدارس أو المحلل لشخصية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يجد أنه يتمتع بكل تلك الصفات فهو كما يقول المقربون منه كثير الصمت و التأمل، قليل الكلام، يمتع بذكاء حاد وبكاريزما قوية، تمتزج فيه فتوة الصحراء و أريحيتها و ما تحمله من شجاعة و إقدام و وطنية القائد و ما يتمتع به من تضحية و إخلاص، ليشكلا معا نمطا من التميز النادر في تاريخ البلاد، كما يتمتع بنظرة شمولية ثاقبة جعلت منه الرجل الأقوى في المشهد السياسي، فمن تأمل الواقع والتاريخ معاً بشكلٍ جيدٍ يدرك أن الرئيس غزواني ليس شخصاً بسيطا أو عاديا كما يعتقد البعض فالرجل أعمق بكثير مما يتصورون مما تروج له النخبة المنحازة و بعض الأقلام المأجورة من ادعاءات و افتراءات كاذبة، بغية المساس من سمعته وتشويه صورته، و لكن هيهات و هيهات.. فليس من المعقول أن يحظى رجل عادي أو بسيط الطموح بثقة كل الرؤساء السابقين و يتسلسل في الرتب العسكرية وصولا إلى رتبة جنرال فقائدا لأركان الجيش فوزيرا للدفاع ثم رئيسا للجمهورية،
ثم إن ما قام به الرجل في عهد الرئيس السابق طيلة علاجه في فرنسا حيث ظل يمسك البلد بيد من حديد طيلة تلك الفترة و على الرغم من تمكنه من كل مفاصل الدولة حيث كان بإمكانه أنذاك الاستيلاء على الحكم في أية لحظة وعن طريق جرة قلم فقط، كل ذلك كان دليلا واضحا يعكس معنى العهد عند الرجل و نبل أخلاقه و طيب طينته.
لقد استطاع الرجل بفعل أخلاقه الراقية و حنكته السياسية و وسع باعه أن يكون محل إجماع و طني شامل و نادر لم يستطع أي رئيس موريتاني أو إفريقي القيام به فقد جمع الرجل حوله كل التيارات السياسية المعارضة، الراديكالية و التقدمية و الإسلامية في لوحة سياسية بديعة، يعجز أكبر فلاسفة السياسة وعلماء النفس عن تفسيرها أو فك شفراتها، مما يعكس بجلاء عمق الرجل و نبوغ فكره و تفكيره.
و تظهر حكمة الرجل وشجاعته و يقظته و ثقافته العسكرية بوضوح من خلال نظرة بسيطة للمشهد الإقليمي و الإفريقي بشكل عام، حيث تعد موريتانيا من الدول القلائل التي سلمت من الصراعات و المشاكل الداخلية في فترة عمت فيها الحروب معظم دول الجوار، كل ذلك مارسه الرجل بسلاسة و بدبلوماسية أنيقة و ببسالة و جراءة إن تطلبت المصلحة ذلك متمثلا بقول الشاعر:
لئن كنت محتاجا إلى الحلم إنني إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج
و لي فرس للحلم بالحلم ملجم ولي فرس للجهل بالجهل مسرج
فمن رام تقويمي فإني مقوم ومن رام تعويجي فإني معوج
و ما كنت أرضى الجهل خدنا و صاحبا ولكنني أرضى به حين أحوج
و باختصار شديد يمتلك الرجل نظرة سياسة ثاقبة مختلفة تتنافى مع الانانية و حب الذات و تقف مسافة وسطى من جميع الاتجاهات و تضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار، ضاربا بعرض الحائط كل المسلكيات السلبية المشينة و المهينة لكرامة الانسان، متمثلا بقوله تعالى : (ولقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر والبحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)
النعمه ولد النون: مستشار لدى لجنة المجتمع المدني و المنظمات النقابية و المهنية
لجملة المرشح : محمد ولد الشيخ الغزواني