بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي الكريم.
في هذه الأيام تعود ذكرى حزينة، وهي ذكرى اختطاف زميلنا الصحفي إسحاق ولد المختار فك الله أسره، الذي اختفى في 15 أكتوبر 2013 بالشمال السوري، أثناء تأديته لواجبه المهني بشجاعة وإخلاص.
لقد كان إسحاق في مهمة صحفية، مبتعثًا من قناة "سكاينيوز عربية" الإماراتية، برفقة المصور اللبناني سمير كساب وسائقهما السوري، حين انقطعت أخباره فجأة تاركا خلفه عائلة تنتظر بقلق وخوف، وأصدقاء يعيشون في ظلال الحزن.
منذ تلك اللحظة، تعيش اللجنة الموحدة للمتابعة والتنسيق، على أمل استعادة إسحاق، مستمدة قوتها من إيمانها بفضل الله تعالى، وحق زميلنا في الحرية.
خلال هذه السنوات، توصلنا إلى العديد من المعلومات حول مكان احتجاز زميلنا إسحاق والجماعة المسؤولة عن اختطافه، وكنا نرفعها بأدق التفاصيل إلى الجهات المختصة في الدولة الموريتانية، أملاً في أن يُحدث ذلك فرقًا في جهودها، لكن ما يؤلمنا اليوم هو الإقرار بأن تلك الجهود لم تكن بالمستوى المطلوب، تاركة الكثير من الفرص الثمينة تضيع، ووقتًا ثمينًا ينفلت من بين أيدينا.
لقد شاهدنا كيف بذلت دول أخرى جهودًا جادة لتحرير صحفييها من ظروف مشابهة، وكيف كان تضامنهم الرسمي والإنساني هو النور الذي أنار طريق العودة لهؤلاء الصحفيين إلى عائلاتهم.
ونحن هنا لا نطلب شيئًا استثنائيًا، بل نطالب بما هو حق لكل مواطن، وهو أن تكون الدولة في صف زميلنا، خاصة أنه محتجز في منطقة خطر.
اليوم، نوجه نداءً من القلب إلى الجهات العليا في الدولة الموريتانية، وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أن تعيد قضية زميلنا إسحاق ولد المختار إلى مسارها الصحيح، وأن تبدأ بخطوات ملموسة لاستعادته من محنته التي طالت كثيرا.
إحدى عشرة سنة من الألم والصبر، ومن الأمل المتجدد في كل يوم بعودته سالمًا إلى وطنه، ووالدته، وأهله، وزملائه.
إننا في اللجنة نحمل قناة "سكاينيوز عربية" المسؤولية كاملة عن سلامة زميلنا إسحاق الذي كان يمثلها في الميدان، ونسجل خيبة أملنا من تقصير القناة في متابعة قضيته.
كان من المنتظر أن تقف القناة بكل طاقاتها وراء هذا الملف، كما فعلت الكثير من المؤسسات الإعلامية الكبرى التي وضعت سلامة صحفييها في مقدمة أولوياتها، لكنها فشلت، بل تقاعست، وتخلت عن دورها.
وأخيرًا، ندعو كل من له ضمير حي، كل الصحفيين، والحقوقيين، والسياسيين، والمدونين، وكل صاحب رأي وكلمة، أن يقف معنا في هذا الظرف الإنساني العصيب.
فلنجعل من صوتنا قوة تساهم في عودة إسحاق إلى حضن عائلته، ووطنه، لننهي إحدى عشرة سنة من الانتظار والمعاناة، ولنبعث لإسحاق رسالة أمل، بأن الحرية قادمة، مهما طال الزمن.
نواكشوط: 12. 10. 2014
اللجنة الموحدة للمتابعة والتنسيق في قضية إسحاق المختار.