لن أتحدث عن تاريخ لم يكن للسنغاليين دور فيه بل كانو ضحاياه و من مينائهم مارس الغرب المستعمر آنذاك أسوأ تجارة في تاريخ البشرية، و لن أعدد المصالح المشتركة بين شعبين تربطهم وشائج روحية و دينية قبل اقتصادية نفعية، ولن أذكر بالشبه في العادات و الممارسات المجتمعية،و لكنه يبدو أن عبد الله واد كان أكثر حكمة عندما استقل طائرته و نزل بمطار انواكشوط حفاظا على تلك العلاقات و المصالح و معتذرا عنما بدر منه، ليخلُف من بعده خلف بعد إضاعته الصلاة، و اتباعه الشهوات، و انغماس قلبه في رين فعله، و تعلقه لَعَقاً بأماني و أحلام مضلة، ووعود عرقوبية من بائعي الخبث و الأمراض الخبيثة، و المتاجرين باجتراح واقع لا يوجد إلا في قلوبهم المريضة غلا للأمة الموريتانية، ، لتنعدم بصيرته و سيجعل من داكار منفث كير لسموم سادته -في أسوأ صور العبودية للمادة-، تطاولا على أمتنا و وحدتها و ما استطاعت الوصول إليه.
بصلاة الغائب التى قام بها فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز على ضحايا أحداث 89، و شفاء جروح مخلفات الاسترقاق، و المنظومة القانونية الداعمة و التثمين الدولي لما قمنا به من أجل موريتانيا متصالحة مع ذاتها، قطع هذا النظام الطريق أمام مرتزقة حقوق الإنسان، و الباحثين تباكيا عن الإقامة بالدول الغربية، تحقيقا لطموحاتهم الشاذة، - و الشواهد يضيق المقام عن ذكرها، حتى صارت إدارة الهجرة البلجيكية تسمي حاملي جواز السفر الموريتاني بصاحب البقرة، استنادا لقصة يكررها كل ألائك اللاهثين وراء الانحلال و الانسلاخ من الكرامة-، خطوات من بين أخري جعلت موريتانيا بلدا آمنا مطمئنا يتصدر قوائم لوائح مؤشرات حرية التعبير، ولكن وفق النظم و القوانين- كما هو حال كل الدول ذات السيادة-، و حصنا منيعا عن المقتاتين على سحت منظمات الماسونية و الصهيونية، و جاعلي الإنسان فأر تجربة تحقيقا لمكاسب نجسة لمختبرات الأدوية، لم يستطع أولائك الصبر عن عادتهم السيئة في مص الدماء، فالتقت سوءاتهم جميعا ليظلمو الشعب السينغالي الشقيق بجعل داكاره كيرا ينفث سمومهم مقابل العطر الفواح من الباب المفتوح للجار للعمل و الحياة الكريمة في انواكشوطنا، لا تثريب عليكم أيها السينغاليون الشرفاء، فنحن نعرف أن صال -المتسخ كما يفهم السامع من اسمه بلغة النهضة الحديثة- يريد تلطيخ علاقات حب و مودة منذ أدخل الموريتانيون الإسلام و التصوف و المحبة لتلك الربوع الطيبة، عقوقا منه للحاج عمر تال و الشيخ ابراهيم انياص و الشيخ أحمدو بمب و الشيخ انتا ديوب، و من الأكيد أنه لم يتمعن قط في معني حديثه صلى الله عليه وسلم عن الفرق بين الجليس - و هو جوار مباشر كحال الدولتين- الصالح نافح الطيب و الجليس السيئ نافخ الكير.
بقلم: عمار ولد ابوه