يوم تزاح لوبيات الفساد الممانعة في وجه كل إصلاح ستنكشف العتمة ويتبين الخيط الأبيض، ويعرف وزيرنا المبجل من حوله من الأقطاب والعرابين، ومن عن يمينه وشماله ممن شاخوا في مواقعهم وحاصرتهم أخطاؤهم، ومن كتبت أسماؤهم واختفت معالمهم. ومن تعلقوا بأستار النفوذ وطفقوا يمسكون بجذع كل نخلة ويهزونها هزا عنيفا استمطارا لكل طارئ واستجماما لكل ساقية..
إن الوزير بحاجة إلى بطانة صالحة وإن عسٌر جلبها.. وتعذر إخلاء المناصب لصالحها.
موجبه شنقيط المهرجان، الوزير كان بارعا في أدائه قانعا في بذله ،مقنعا في خطابه،
أما البطانة فكانوا أمة من الناس متنافسين في الأثرة إلا من رحم ربنا ومنساقين فيما عليه تعودوا. ولكل امرئ من دهره ما تعود..
جلبوا أهل الشغب والفوضي وتركوا أهل المعرفة والصلاح .
ليت وهل ينفع شيئا ليت؟ ليت أهل الإشراف في الزمن الآتي يشترطون في المدعوين عدم الحضور في النسخة المنصرمة، لعل وعسي أن تتجدد الدماء أو تقل الوجوه التي تعلوها سمات التملق والوقاحة.
مثير للقلق والاستغراب تكرر حضور تشهد عليهم أخلاقهم وأقلامهم أنهم كانوا أهل رياء ونفاق، يكثرون عند الطمع ويقلون عند الفزع، إن أعطوا من الكعكة رضوا، وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون.
إن مدائن التراث حواضر إسلامية، بما تدل عليه الكلمة من معني، الوفاء لها أوالاحتفاء بها يجب أن يكون منسجما مع تعاليم الدين وسيرة المؤسسين، حتي لا نقع في الهاوية المهلكة أواللازمة المترتبة(فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) والغي واد في جهنم، ولا أظن الأشراف من أهل الإشراف على التظاهرة إلا وعاة لهذا الأمر ودعاة للإصلاح والفلاح.
إن شنقيط وأخواتها إذا تواترت عليها الاخفاقات على هذا النسق اليائس والبائس ستختفي جواهرها النفيسة المتأصلة في اليقين والعمل الصالح ويضيع مشروع وصل الحاضر بالماضي وإلى الأبد. ، فنحولها بأيدينا إلى طلل بال نلتقي عنده موسميا لإنتاج جديد التفاهة واستعراض وجوه المذنبين والعابثين.
نربأ بكل شريف ذي خلق كريم أن يكون جزءا من هذه (العيطة) الموسمية التي انتزعها (أهل أم اعظيلة) على رؤوس الأشهاد. وادمنوا اللعب في ساحتها سنة بعد أخري.