الإستبداد بمفهومه السياسي هو "تصرف فرد أو جماعة بحقوق شعب دون الخوف من المؤاخذة والإستجواب" وهذا هو حال نظامنا الحالي الذي بدأ مشواره برفع يافطة محاربة الفقر والبطالة وتمكين الشباب حتى أَحكم قبضته على الحكم، ثم أبدع في تجويع وقمع أبناء شعبه وتَفننَ في كَبْتِ الحريات والإقصاء والتهميش إضافة إلى الفساد الذي استشرى في جميع مفاصل الدولة والذي استوجب من النظام إضعاف جميع مؤسسات البلد حتى يتم ربطها بشخص الحاكم وليس بالدستور والقانون حيث أن إضعاف المؤسسات يَحُدُ من قدرتها على المساءلة والمحاسبة وهو أمر ضروري لإستفراد الحاكم بالسلطة وتعزيز مسلك الفساد..
ومن المعروف أن الشعوب في ظل مثل هذه الأنظمة لن تكون قادرة على مواجهة التحديات التنموية ومسايرة ركب الدول المتقدمة فالأنظمة الإستبدادية والتي من بينها نظامنا الحالي تقتل في شعوبها إرادة التفكير والتطوير والإبداع وتخلق مجتمعا متأزما مشلولا،متخلفا خاملا وحائرا يعيش على هامش الحياة..
إن الفشل والتدهور والتأخر الذي تعيشه البلاد في هذه الأيام حيث تحتل المراتب الأخيرة في جميع المؤشرات (التعليم، الصحة، محاربة الفساد.... إلخ) والمحاولات اليائسة لتبرير الفشل بدل مراجعة السياسات و تصحيح الأخطاء ما هو إلا نتيجة طبيعية ومتوقعة لطريقة حكم وتسيير إرتجالية ودكتاتورية دمرت البلاد وأهلكت العباد.
إن النظام المتربع على رؤوسنا وفوق قلوبنا منذ عقد من الزمن، لم يقدم لهذا الشعب المسكين سوى ارتفاع غير مسبوق في الأسعار ومستوى الفساد وتَرَدي الخدمات وتقييد الحريات وارتفاع نسب الفقر إضافة إلى زيادة معدلات البطالة الذي أدى بدوره إلى زيادة معدلات الجريمة والعنف والإغتصاب والطلاق والتفكك الأسري والهجرة والتطرف..
ولكن يقال أن دوام الحال من المحال ويبدو أن أحوال نظام ولد عبد العزيز في طريقها للزوال فعندما تشاهد التخبط والإرتجالية واليأس وتكميم الأفواه والضعف الذي يعصف بالنظام و حجم التذمر أيضا وعدم الرضى في الوسط الجماهيري والذي ظهر جليا يوم الخامس أغسطس الماضي وتُطالع التدوينات على مواقع التواصل الإجتماعي وكذلك الشكاوي التي تُصادف الرئيس في كل زيارة من زياراته المفاجئة (المفاااااجئة جدااا) أو كما يسميها أزلام الإتحاد من أجل نهب الجمهورية، تُدرك جلياً أنها بداية النهاية لنظام العصابة الحاكمة.
تحياتي..
سيدي محمد ولد عبدو ولد الإمام.