يحكى فيما يحكى أن صاحب سيارة سرقت سيارته، فبحث عنها ليوم كامل فلم يجدها، وفي مساء اليوم الثاني وجدها وقد أعيدت إلى المكان الذي سرقت منه، وجدها وهي نظيفة وعلى أحسن حال، ووجد في داخلها رسالة تضمنت اعتذارا من السارق الذي قال في رسالته بأنه قد اضطر لسرقة السيارة نظرا للحالة السيئة التي كانت تمر بها زوجته الحامل، والتي كان لابد من إيصالها بشكل سريع إلى المستشفى. السارق ذكر في رسالته بأن زوجته ولدت ولله الحمد، وبأنه ترك لصاحب السيارة المسروقة ولأفراد عائلته هدية متواضعة تحت المقعد الخلفي، وكانت الهدية عبارة عن تذاكر سينما لكل أفراد العائلة مع شيء من الحلويات والمكسرات. فرح صاحب السيارة بعودة سيارته وهي على أحسن حال، وذلك بعد أن تم استخدامها في مهمة إنسانية نبيلة، وفرح كذلك بالاعتذار وبالحلويات وبتذاكر السينما، ثم قرر في نهاية الأمر أن يذهب هو وكل أفراد عائلته إلى السينما. في الوقت الذي كان فيه صاحب السيارة وأفراد عائلته يتابعون الفيلم ويعلقون عليه كان منزلهم يتعرض لعملية سرقة كبيرة لم تترك شيئا من أثاث المنزل. بعد عودة صاحب السيارة وأفراد عائلته من السينما، وجدوا المنزل خاليا من كل شيء، ووجدوا أيضا رسالة أخرى، وكانت هذه المرة مختصرة جدا، وقد كتب فيها : هل أعجبكم الفيلم!؟ في أول يوم من أيام العام الجديد، وفي الأيام التي تليه، سينشغل الموريتانيون بالحديث عن العملة الجديدة، سيتحدثون عن جودتها، وعن الخمس، وعن الأوقية الواحدة التي استعادت هيبتها ورمزيتها بعد عقود من الإهانة والمعاناة. في تلك الأوقات التي سينشغل فيها الموريتانيون بالحديث عن العملة الجديدة وعن جودتها، فإن منازلهم وممتلكاتهم ستتعرض لعمليات سرقة غير مسبوقة. صحيح أن الموريتانيين لن يجدوا في منازلهم رسالة من اللص الذكي كُتِب فيها : هل أعجبتكم العملة الجديدة!؟..لن يجدوا تلك الرسالة، ولكن لسان الحال يقول بأن هناك لصا ذكيا يسرقهم الآن، وربما يكون قد سخر من سذاجتهم ومن طيبتهم، حتى وإن لم يرسل لهم رسالة ساخرة تقول : هل أعجبتم العملة الجديدة!؟ منقول