دعونا من هذه المرأة وسيارتها/ محمد حيدرة مياه (تدوينة)

11 فبراير, 2018 - 18:37

لا أفهم هذه الضجة.. المثارة حول صورة المواطنة التي ترفع مرجلا خاويا في مسيرة المعارضة، كاحتجاج على غلاء المعيشة، وقد ظهر إلى جانبه مفتاح سيارة في يدها!

- مالمشكلة في هذا ؟!

--أعرف أن كتائب النظام الالكترونية تثير القضية انطلاقا من نظرية الناطق باسم الحكومة التي تقول بأن الفقراء أصلا لايملكون السيارات ولهذا لايتأثرون بارتفاع أسعار الوقود! (الله على هذه النظرية! تصفيق من فضلكم).

-هذه المرأة قد تكون فقيرة وتملك سيارة، خلافا لنظرية الناطق باسم الحكومة، وبالمناسبة لايعني حمل المفتاح بالضرورة ملكية السيارة فقد تكون لزوجها أو أخيها أو خالتها أو عمها.. لايهم، السيارة في موريتانيا لاتعبر عن مستوى مادي معين.

-هب أنها سيارتها وأنها فاخرة أيضا، أليس في أحزاب المعارضة رجال أعمال ونواب برلمانيون وطبقة غنية وفقيرة ومتوسطة؟ فما الغريب إذا ظهر احدهم او إحداهن أو ظهروا جميعا في مسيرة تطالب بالعدل بين الناس وإنصاف الفقراء والمهمشين؟! أليس هذا فعلا نبيلا يأنف منه اثرياء النظام وأغنياؤه.

-دعونا من هذه المرأة وسيارتها وحدثونا عن أسعار المواد الغذائية وقيمة العملة؟ وأسعار الوقود؟ والادوية؟ عن أهل الترحيل.. عن فقراء عرفات لكصر.. توجنين بوحديده... حدثونا عن سونكمس التي أفلست!
عن الجفاف الذي يبتلع اقتصاد سكان الولايات الداخلية القائم على الثروة الحيوانية.

-حدثونا عن التعليم المنهار عن الطلاب وأزماتهم عن المنح عن الباكلوريا ونسب النجاح، عن المستشفيات وأسعار الادوية، عن الحمى الغاضمة، عن اسفار المسؤولين وكبار الموظفين للعلاج في مستشفيات دكار وباريس والرباط.

-هذا النظام لم يبق أحد الا وتضرر منه، سواء الاغنياء او الفقراء، رجال الاعمال والتجار، البسطاء والفقراء، الجميع تضرر وتركت سياسات النظام الجوفاء أثرها عليه بدء من غلاء المعيشة والمضايقة في الارزاق وتردي التعليم وانهيار الصحة. وسوء الأوضاع.

-الشيء الوحيد الذي لم يتضرر بل استفاد من هذا النظام هم رجال معدودون من حاشية النظام ومقربيه، "أثرياء بلاسبب"، طبقة من رجال الاعمال صنعت على عين عزيز، وكلما ضاقت دائرة المستفيدين اتسعت دائرة المتضررين.

 

 

 

 

 

 

اعلانات