من ذكريات المأموريتين .

16 فبراير, 2018 - 10:33
محمودا حوناه، مستشار رئيس اللجنة الوطنية للشباب

فى قديم الزمان كان هناك إمبراطور يعيش فى اليابان  عرف بالشجاعة وقوة الشخصية والقيادة الرائعة وقد اعتاد قبل كل حرب يخوضها مع الجيش أن يجمع الجنود ويلقى بقطعة نقدية لها وجهين صورة +كتابة ثم يقول لهم أن جاءت الصورة سننتصر ؛ كانت القطعة دائماتسقط على الصورة ويصيح الجنود بكل حماس ( ستنتصر بكل تأكيد ) فيقاتلون بكل حماس حتى يحققوا أعظم الانتصارات 
ولما تقدم العمر بالامبراطور وجاءت لحظاته الأخيرة على فراش الموت دخل عليه آبنه ولى العهد فقال له ياابى اوريد أن تعطينى تلك القطعة النقدية حتى اواصل الانتصارات لانى أخاف كثيرا من الفشل  ابتسم الإمبراطور وأخرج من جيبه القطعة فنظر اليها الأبن فوجد الوجه الأول صورة والوجه الثانى صورة فصاح كيف ياابى تخدع الناس طوال هذه السنوات     فقال بكل بساطة انا لم اخدع أحد هذه هى الحياة عندما تخوض معركة يكون لك خياران الخيار الأول هو الانتصار والخيار الثانى هو الانتصار أيضا
 الهزيمة تتحقق فقط أن فكرت بها
 تشبه هذه القصة إلى حد كبير قصة دعمنا وانتصارتنا مع القائد محمد بن عبد العزيز خاصتا ونحن فى نهاية المامورية الثانية نتذكر إرهاصات الولادة وكيف خضنا تلك المعارك وكيف كان القائد يبعث فينا الأمل من خلال خطابته قبل المعركة وكأنه يقلب تلك القطعة النقدية فتسقط على الصورة ايذانا بالنصر وكم عانينا من النقد والشتم والتنكيل فى سبيل الوطن والمواطن هنا تقف امامى المعارك الواحدة تلو الأخرى فمن معركة الحرب على الفساد التى وجهنا فيها عدوا يملك مختلف الوسائل من المال العام  والوجاهة إلى معركة الحرب على الإرهاب فبعد هزائم لمغيطى والغلاوية ركز القائد على الجيش فوضع مقاربة أمنية شاملة   مرورا بمعركة الوحدة الوطنية التى وجهنا فيها عدوا داخليا يرفع شعار الشرائح الاجتماعية فانتصرنا لنفضح حقيقة المتاجرين بالوحدة الوطنية وتعتبر معركة الدبلوماسية الموريتانية معركة لها طعم خاص حيث لم نعد العضو الذى اذا حضر لا يستشار واذا غاب لا ينتظر لقد تدخل القائد بقوة فى حل الخلافات البينية فى أفريقيا والعالم العربى فصالح بين الأخوة الماليين وكسب الرهان فى عقد القمة العربية تحت الخيمة الموريتانية  اوصولا لمعركة الإصلاحات الدستورية والإصلاحات الاقتصادية  
هكذ وفى نهاية المأموريتين  نتذكر جيدا حجم الصعوبات والعوائق التى كانت تحيط بنا ولكن فى المقابل نتذكر كيف كسبنا الرهان وكيف أثرت كلمات القائد فينا (خطاب نواذيبوا الذى دعنا فيه للمشاركة السياسية ) وكيف استفدنا من شعار تجديد الطبقة السياسية ،ليبقى السؤال المطروح لمن ستؤول تلك القطعة النقدية؟وهل سيبقى الشباب مندفع لتلك الدرجة مع القائد الجديد؟

محمودا حوناه  مستشار رئيس اللجنة الوطنية للشباب

 

 

 

 

 

 

اعلانات