تمرد في المعارضة وآخر في الموالاة .. هل هي بوادر خارطة سياسية جديدة؟

23 فبراير, 2018 - 12:33

يلاحظ بعض المراقبين تذمرا في صفوف المعارضة المناوئة لنظام الرئيس ولد عبد العزيز من أدائها وهو ما أعرب عنه بصورة مباشرة الرئيس الدوري السابق للمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة الأستاذ/ أحمد سالم ولد بوحبني الذي قال بالحرف الواحد في آخر تصريح له "إن المعارضة بلغت قمة الفشل و التخاذل و فوتت على نفسها و على الشعب الموريتاني عشرات الفرص الضرورية للمساهمة الفعلية في الانتقال الديمقراطي، فشلت في رفع راية سياسية موحدة كما فشلت في وضع إستراتجية مقنعة قادرة على إخراج السفينة  من الوحل إضافة إلى فشلها الذريع في أخذ العبر من كل المحن و الامتحانات التي مرت بها، فتعنتها وراديكاليتها لم تكن أبدا ذات مردودية إيجابية عليها هي نفسها ولا على الجو السياسي العام، و لا ذات نفع بالنسبة لموريتانيا والموريتانيين .. وفق تعبيره

وأضاف ولد بوحبيني أن "الوضعية الحالية في البلد تتطلب منها أكثر من أي وقت مضى  المساهمة الفاعلة في تحديد ملامح التحول الديمقراطي، بل أكثر من ذلك رسم هذه الملامح، وذلك ما لا يتأتى إلا من خلال مراجعة  شاملة قبل فوات الأوان لشكل و نهج و إستراتجية المعارضة كي يكون بمقدورها أن تلعب الدور المنوط بها وتستجيب لتطلعات الجماهير"، واعتبر ولد بوحبيني كذلك بأن "المعارضة لا تشكل في نهجها و وجهها و شكلها الحالي أملا في تحقيق أي نجاح بالأحرى بخلق التغيير المنشود فهي في وضعها الحالي لا تشكل بديلا يمكن الركون إليه...".

غير أن تمرد ولد بوحبيني الذي يعتبر أحد الفاعلين والقيادات البارزة في المعارضة، قابله تمرد آخر في "الأغلبية الرئاسية" حيث عدد وزير الاقتصاد والمالية وعضو لجنة تفعيل الحزب الحاكم المختار ولد اجاي مظاهر فشل الاتحاد من أجل الجمهورية، معتبرا أنه فشل في بلورة خطاب سياسي، كما فشل في ترسيخ الثقافة الديمقراطية في اختيار قياداته و في إدارة هيئاته، معتبرا أن آلية انتخاب الهيئات الحالية فيها الكثير مما يقال.

وشدد ولد اجاي في تدوينة على صفحة لجنة تشخيص واقع الحزب الحاكم وتفعيل هيئاته على موقع فيسبوك أن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية “فشل في بلورة خطاب سياسي قوي يترجم أهداف وأسس المشروع المجتمعي الذي يتبناه فخامة رئيس الجمهورية للنهوض بالبلاد”.

ورأى ولد اجاي أن الحزب الحاكم فشل كذلك “في ترسيخ الثقافة الديمقراطية في اختيار قياداته و في إدارة هيئاته”، قائلا: “‎لا يمكن أن نتجاهل أن الآجال القانونية لتجديد هيئات الحزب قد تم تجاوزها. وأن آلية انتخاب الهيئات الحالية فيها الكثير مما يقال. وأن غالبية الهيئات القاعدية مشلولة إلى حد كبير”.

وأكد ولد اجاي في ملاحظات نشرها على صفحة اللجنة على فيسبوك ووقعها باسمه أن “الخطاب السياسي للحزب لم يتجاوز حتى الآن المثل العامة والمبادئ الأساسية التي ترفعها غالبية الأحزاب السياسية الوطنية و يتبناها جل الموريتانيين مثل الإسلام، الوحدة الوطنية، الديمقراطية…الخ”، مردفا أنه “من الصعب أن يتفق ثلاثة منا على الإجابة علي السؤال المباشر ماذا يتميز به الخطاب السياسي لحزبنا”.

واعتبر ولد اجاي أنه “لا بد من بناء منظومة قيمية تكون رابطا ومظلة يجتمع حولها المنتظمون في الحزب”.

وأضاف: “لقد فشل الحزب حسب رأيي في إضافة عناصر خطاب سياسي جديد يؤسس زيادة على مقدساتنا وثوابتنا علي عناصر أخري تخصنا نحن معاشر المؤمنين ببرنامج فخامة الرئيس الأخ محمد ولد عبد العزيز. وعناصر الخطاب السياسي الذي يحب أن نتميز به موجودة و يمكن تأسيسها على خصوصيات الخط الذي حافظنا عليه طيلة تسع سنوات من تنفيذ برنامج فخامة الرئيس”.

وفي ظل هذه التمرد المعلن من لدن بعض القيادات البارزة في طرفي الموالاة والمعارضة تبقى الصورة ضبابية حول ما يتم التحضير له خلف الكواليس، وهل هناك ثورة شاملة لتجاوزت الاطروحات التقليدية وحتى القيادات المعروفة في طرفي الموالاة والمعارضة لبلورة خطاب جديد يميل إلى الواقعية ويستخدم مفاهيم جديدة على العمل السياسي التقليدي في البلاد، أم أن تلك التصريحات "الثائرة" مجرد وجهات نظر صدرت من قيادات للتعبير عن مواقف معينة ولا تمهد لتغيير جذري في الخارطة السياسية الوطنية؟

 

 

 

 

 

 

 

اعلانات