من يرى الطوابير الطويلة والصفوف الممتدة نساء ورجالا شيوخا وشبابا بيضا وسمرا.. وهذا الشيخ الهرم الذي بلغ من العمر عتيا يزاحم من هم اقوى منه عودا واشد على الصبر ينقض الى الباب متكئا على عكازه الخشبي ينظر باحثا عن كوة او منفذ يوصل الى مكتب التسجيل كانه يبحث عن الحجر الاسود ليقبله لايكترث باشعة الشمس ولا يعنيه ما قد تسبب له
لكمات الشباب من مضاعفات المرض والالم
ان هو عاد الى كوخه او الى ما قسم له رب العباد مما يسميه مجازا مسكنا..
ومن يرى ويتفحص قسمات هذه العجوز التي تنبؤك تجاعيد صفحات وجهها عن العقود الستة وربما السبعة التي طوتها وراء ظهرها وقد عقدت العزم ان لا تبارح المكان حتى تمسك بيديها المرتعشتين قسيمة الانتساب. وهذه الفتاة الغضة الممتلئة حيوية وشبابا والتي غطت وجهها الذهبي بنظارات سوداء ولفت كل جوانبه بقماش داكن كانما تريد ان تخفي عن الناس حسن خلق الله وجمال صنعه في خلقه ولتمنع ايضا اشعة الشمس ولهيب الحر من تلك النظرة ايضا..
من ينظر الى ذالك الحماس الذي يدفع الشباب الى الانخراط باندفاعية تشبه موتور سيارة امدها الوقود بما كانت تحتاج اليه من اندفاعية وتحرك فراح يؤطر ويوجه وينظم الصفوف في سباق مع الزمن وحنين وشوق الى نتائج هذه العملية..
من يتامل هذا الحماس وهذه الاندفاعية التي لم يقابل بهذا الموريتانيون اي استحقاق سواء كان وطنيا كالدستور الذي لم يجف حبره او المناسبات الاخرى .. من نظر بعمق وروية الى ما يجري يكتشف بكل سهولة ان هناك سحرا يسكن قمقم هذه العملية وان هناك سلطانا خفيا مجهولا اسمه المال يقف خلف هذا العرض المسرحي الكبير..
ومن يملك المال اليوم غير رجاله ممن كانوا يكنزونه طوال السنوات الماضية ؟
ومن يستطيع التأثير على ما يحدث غير من لديه القدرة على الدفع والتوجيه تحت سحر المال وسطوته التي لاتعرف الحدود..
اخشى ما اخشاه ان يصدق رئيس الجمهورية هذه الافلام وان تنطلي عليه هذه الانتسابات التي تقع تحت تاثير المال والجاه وان ينخدع بآلاف المصوتين الوهميين المندفعين خلف جاذبية المال وشهوة المنافع المادية الشخصية.
محفوظ ولد الجيلاني
النشرة المغاربية..