تشارك موريتانيا كعادتها في القمة العربية التي تلتئم الأسبوع المقبل بالمملكة العربية السعودية، ممثلة بوفد رفيع المستوى يقوده فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز.
هذه المشاركة رفيعة المستوى تكريس آخر للحضور الدبلوماسي الموريتاني، الذي يتجلى في الفاعلية وفي المشاركة القوية في توجيه ورسم معالم الخارطة السياسية الدولية، وصياغة اتجاهات البوصلة الدبلوماسية الدولية والإفريقية والعربية، خدمة لمرتكزات الدبلوماسية الموريتانية القائمة على دعم القضايا العادلة، وتكريس قيم السلام والأمن والتعاون خدمة للإنسانية.
القمة التي سيحضرها رئيس الجمهورية سوف تصب بالتأكيد في مصلحة الأمة العربية جمعاء، وفي دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسات الاحتلال الجائرة، وفي تعزيز بنى وآليات الحرب على الإرهاب، بصفته فعلا مغايرا للقيم العربية والإسلامية.
وسوف تعزز مشاركة موريتانيا الرفيعة المستوى في القمة التنسيق والتضامن العربي بصفة عامة، والشراكة الاستراتيجية بين موريتانيا والمملكة العربية السعودية، في إطار التحالف العربي الإسلامي ضد الإرهاب، الذي أرسته قمة الرياض في مايو 2017.
وسبق لموريتانيا أن قادت سفينة العمل العربي قبل دورتين قيادة وصفت من طرف جميع المسؤولين العرب والمراقبين بالناجحة، حيث احتضنت نواكشوط قمة "الأمل"، التي كانت مجسدة لاسمها إذ أيقظت الحلم العربي من مكمنه، وجسدت طموحات ملايين العرب الذين كانوا يتابعونها باهتمام بالغ.
وتستعد موريتانيا؛ التي تتمتع بوجود دبلوماسي يتناسب مع تاريخها ودورها في المنطقة والعالم لقيادة سفينة الاتحاد الإفريقي في دورته المقبلة، حيث ستشرئب أنظار الأفارقة إلى نواكشوط عاصمة الحلم الإفريقي.
ولا جدال بين المنصفين أن هذه النجاحات الدبلوماسية المدوية ما كانت لتحصل لولا القيادة الحكيمة الواعية، مجسدة في الرئيس محمد ولد عبد العزيز، الذي أعاد صياغة مرتكزات الدبلوماسية الموريتانية، على أساس ينطلق من حضارة وتاريخ وألق البلاد، وينسجم مع واقعها التنموي المشرق، وتطلعات أبنائها لغدها الوضاء.
الحضور الدبلوماسي الموريتاني تجلى من بين ما تجلى مؤخرا في نزع موريتانيا فتيل الأزمات في شبه المنطقة، حيث حال الرئيس محمد ولد عبد العزيز دون حرب كانت لو حدثت ـ لا قدر الله ـ ستعصف بكيان جمهورية غامبيا الشقيقة.
وحيث نشر أيضا السلم في ربوع مالي، وأقنع الفرقاء بالاحتكام إلى لغة المفاوضات بعد أن كانوا يحكتمون إلى فوهات المدافع، من بين مساع أخرى جليلة قام بها رجل السلام بحق وحقيقة، محمد ولد عبد العزيز.
لسنا في وارد تعداد تلك المساعي.. وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق، وليقس ما لم يقل على ما قيل.
غير أننا قبيل اختتام هذه العجالة، سوف نعرج على الآفاق التي ستفتحها زيارة فخامة الرئيس للملكة العربية السعودية، وهي آفاق ستصب في مصلحة البلدين الشقيقين وفي مصلحة الأمة كلها.
يعتبر قائدا البلدين محمد ولد عبد العزيز والملك سلمان بن عبد العزيز من أساطين السلام وداعمي المواقف والقضايا العادلة في المنطقة والعالم.
كما يتكئ البلدان على تاريخ عريق من السعي لنشر قيم السلم والتنمية والأمن ونصرة المظلومين في العالم، ويعتبران من بين القوى المعتدلة التي لا تركن للشطط في العلاقات الدولية، ويؤسسان دبلوماسيتهما على أسس متوازنة تنحاز لقيم التسامح والعدل حيث وجدت.
وبالتالي فإن أي لقاء بين هذين الزعيمين سيكون فاتحة خير على المنطقة والأمة والعالم.
ومن المؤكد على المستوى الثنائي أن اتفاقيات وخططا تنموية مهمة سوف تنتج عن هذه الزيارة الميمونة.
ومن المؤكد أيضا أن حضور رئيس الجمهورية للقمة سيوفر لها عامل نجاح آخر، إضافة إلى العوامل المنبثقة من البلد المحتضن والبلدان المشاركة.
بقلم الداه صهيب