ليست الأزمة في الحوار السري..أو الحوار العلني ..فتلك أساليب معروفة ومألوفة في التعاطي السياسي..ولا شية فيها
ولكن الأزمة تكمن في ساسة يصرخون عبر المنابر أن الصلة انقطعت مع النظام.. وأنه لا يقيم للحوار وزنا ولا يرعى إلا ولا ذمة ..ولابد من نضال يرغم النظام على الانقياد للسنن الديمقراطي والتخلي عن النهج الأحادي الذي يسير به دفة الأمر في البلد...تصفق الجموع بحرارة وتعلي بنت حواء زغردتها ابتهاجا بخطب تبارز قسا ..وفي الوقت ذاته يخالفون إلى القصر الرمادي وحيث اصطحبوا خف حنين سارع النظام في الوقت المناسب له وأزال الستار عن المشهد الذي كان مستورا حتى عن بعض رفاق الدرب في المعارضة..بعد أن فندوا الخبر في الوقت الذي كان من المفترض ألا يضربوا مصداقيتهم في الصميم بالمسارعة لتكذيب سيظهر لاحقا أنه يحتاح لتكذيب آخر..فكيف لي أن أصدق لهم "نفيا"في مستقبل الأيام؟ المصيبة كل المصيبة أن تهتز الثقة..
لا شيء تعول عليه المعارضة المحاصرة في مسارها غير المبادئ والمصداقية وحينما ينخر "عدم الصدق مع الرأي العام" تلك المثل تصاب بعرج وعور يثقل السير ويضل عن الدرب
سيقولون قسوت على الإخوة في المعارضة وحملتهم أوزارهم وأوزارا مع أوزارهم .ولا حول لهم ولا قوة فالسلطة والمال بيد النظام وهم يبذلون جهودا مضنية للتصدي لسياساته..وسيقولون إن النظام هو سبب كل هذه الأزمة
فأقول لهم ليس في الأمر البتة تزكية لخطوات النظام..و لا جرم أن في المعارصة مخلصين لهذا الوطن ومرواغين مهرة في السياسة ولكن ذاك لا يلغي أن يخطئوا ولا يلغي آن يقال لهم أخطأتم هنا..وأصبتم هناكم.
صحيح أن أغلب الساسة في البلد يفضلون سياسة القطيع ..وهناك مبتلون بذلك ..نسأل الله تعالى العافية فحيثما أشار الزعيم.. فثم المقصد والمآل..وتلك من أزماتنا القاتلة في هذا البلد ومن أسباب فشل التعاطي السياسي المقنع..
فما قامت قناة دون طرق...
أن تكون قائدا معارضا لا يعني أن تكون نبيا أو صديقا ..ولا يعني صك براءة من الأخطاء والزلات..وأن أكون معارضا لا يعني أن أكون صندوقا فارغا أو صفحة بيضاء..
لتحاوروا ماشئتم علنا أو خفية وفق الضوابط والآليات المسموح بها أخلاقيا وقانونيا .. لكن ليكن ذلك بمصداقية واحترام لجمهور يعول عليكم في تغيير الوضع الحالي نحو الأفضل..ولن يكون ذلك إلا باحترام العقول..وزرع الثقة والمضداقية في القول والفعل..
نقلا عن صفحة أحمد أبو المعالي