انطلقت صباح اليوم الجمعة 20 ابريل 2018، بجامعة شنقيط العصرية، أشغال ندوة علمية منظمة بالتعاون بين الجامعة ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، حول موضوع:"العقيدة الأشعرية ودورها في الحفاظ على تماسك المجتمع الموريتاني"
وفي مستهل كلمته الافتتاحية في هذه الندوة التي أعطى ممثل وزير التعليم العالي والعلمي إشارة انطلاقتها، رحب رئيس الجامعة الدكتور محمد المختار ولد اباه بمسؤولي الدولة وشكر لهم حضور اللقاء ورعايته، كما رحب بوفد الأساتذة من مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة "تلك المؤسسة ذات الهمة الرفيعة في حماية القيم الدينية ونشر الثقافة الإسلامية في الدول الإفريقية والتي نقطف ثمارها اليوم في الحفاظ على هذه القيم وإبراز دور العلماء الشناقطة فيها" وفق تعبيره.
كما ثمن ولد أباه دور نخبة الأساتذة المشاركين في إحياء التراث، منوهاً بإسهاماتهم في "حماية أصول عقيدة المؤمن والتمسك بالثوابت الشرعية" .
وأطَرَ رئيس الجامعة في كلمته عن موضوع الندوة للظروف التي ظهرت فيها العقيدة الأشعرية وقال "إن القرن الثالث الهجري عرف قمة تعدد الفرق والزعامات التي تتنازع الحكم وقيادة الفكر الديني، ووصل عدد هذه الطوائف والفرق إلى العشرات، وتدّعي كل فرقة أنها هي الناجية، وذلك بسبب الخلافات والمواقف حول الإيمان والتوحيد، والصفات الإلهية".
واعتبر أنه "في ذروة تلك النزاعات ظهر أبو الحسن الأشعري مناصراً ذ عقيدة أهل الحق، وقام بتدوين معالم هذه العقيدة في مئات من الكتب، ألفها ضد المخالفين واعتمد فيها على دعامتين: إحداهما الإيمان بكل ما صح من النقل كالكتاب وصحيح السنة، والثانية هي القياس العقل".
وذهب ولد اباه إلى القول إن "مذهب الأشعري كان مذهبا وسطا، ليس فيه تجسيم أو تمثيل، ولا فيه نفي أوتعطيل" وخلص إلى أن "المنهج الأشعري الذي تبناه، هو الذي ارتضاه جمهور المسلمين على اختلاف انتماءاتهم" ليختم مكلمته بجهود الشناقطة في خدمة العقيدة الأشعرية.
وتناول الكلام الدكتور حميد لحمر ممثل وخبير مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، شاكراً جامعة شنقيط العصرية على احتضان هذه الندوة التي تأتي وفق قوله "لتنسيق الجهود من أجل نشر رسالة الإسلام السمحة وعقيدته الصحيحة وهي العقيدة الأشعرية.
وقال لحمر إن الندوة تأتي للحفاظ على وحدة العقيدة والمذهب، وترسيخ الثوابت الدينية بوصفها ثوابت مشتركة بين موريتانيا والمغرب، وتصون البلدين من التيارات الفكرية المنحرفة، وكذلك منطقة شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.
وتم خلال الندوة عرض العديد من المحاضرات، منها محاضرة للشيخ ابراهيم بن اب، من جامعة شنقيط العصرية، تناولت "زيادات العلامة ابن بونه الجكني في كتابه الوسيلة على كتاب إضاءة الدجنة للمقري"، وأخرى تناولت "الوسطية والاعتدال في العقيدة الأشعرية" قدمها الدكتور رشيد البكاري، أستاذ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بالمملكة المغربية.
وحسب القائمين على الندوة التي تستمر يومين، فإنها تهدف إلى "ترسيخ ثوابت المجتمع الموريتاني في المجال العقدي والكلامي" وإلى "تعريف الأجيال الصاعدة بأصول هذه العقيدة وقواعدها وأئمتها ومجتهديها" من جهة، و "للتدليل على أصالة المعتقد الأشعري وسعته ومرونته واستيعابه للأسئلة المستجدة في كل زمان ومكان، واستعراض جهود الشناقطة في خدمة الفكر الأشعري" من جهة ثانية..
ومن أبرز المشاركين في هذه الندوة الدكتور ادريس بن الضاوية، أستاذ التعليم العالي بجامعة عبد المالك السعدي في المملكة المغربية، والأستاذ الشيخ ابراهيم اب ابّ، أستاذ الفقه وأصوله بجامعة شنقيط العصرية، والدكتور يحي ولد البراء أستاذ بجامعة انواكشوط وجامعة شنقيط العصرية، والأستاذ محمد ولد بتار، والأستاذ محمد فال ولد عبد اللطيف والدكتورة جميلة زيان من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بالممكلة المغربية، إضافة إلى الدكتور محمدن ولد حمينا أستاذ بجامعة شنقيط العصرية" والدكتور أحمد ولد عبد القادر، فضلا عن مشاركة علماء وباحثين آخرين.