تجربتي مع غزواني " احقاقا للحق وانصافا للتاريخ"/بقلم: العقيد المتقاعد عبد الله ولد الطالب

18 مايو, 2018 - 12:24

لقد طالعت في بعض المواقع الإخبارية مقالا تعرض فيه كاتبه بكثير من التحامل والهجوم غير المبرر على الفريق الركن القائد العام للجيوش الموريتانية محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني الذي كان ولايزال من خيرة الأبناء البررة الذين ماضعفوا وما استكانوا في الدفاع عن الأرض والعرض والحدود أيام كانت وسائل جيشنا متواضعة وظروف العمل صعبة  ودون المستوى ،  وهنا إنصافا للحق وشهادة للتاريخ في حق هذ الرجل سأدلي بدولي لأحكي لكم تجربتي الطويلة مع رجل عزيز وشهم بكل المقايس  .

في أقصى الشمال الموريتاني وفي صحراء قاحلة وموحشة حينها تعرفت على الملازم محمد ولد  الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني ضابطا عسكريا هادئا وفطنا وصبورا تمتزج فيه كل خصال العسكرية الشهمة والأخلاق الفاضلة والقيم الإجتماعية النبيلة التي تشبع منها وسط الأجواء الربانية التي نشأ فيها ببيت عز ودين لايجهل إطلاقا . 
كان ملازما متواضعا ومهنيا عاليا ، كان قريبا من الجميع وفيه خصال القيادة وروح التضحية ، والتسامح والوفاء ، لم يكن كثير الكلام ولم أراه يوما مهزوما ولا متشنجا رغم الظلم الذي   تعرض له ، وهنا وقد لايكون هو نفسه يتذكر ذلك حين تم ظلمه في cpos ولم يتحدث فيها مطلقا لأي كان ،  لأنه كان يؤمن أن الظلم مهما طال سينجلي وأن الغبن سلاحه الثبات والعزيمة في التضحية من أجل الوطن .
تجربتي مع " غزواني " طويلة جدا وحافلة بالشواهد والأحداث بحكم عملنا وصداقتنا والوفاء للعهد والوطن ، فمن الأشياء التي كثيرا ما تلفت الإنتباه والإعجاب بالرجل أنه أستطاع أن يوفق بين خدمة الوطن والإرث الإجتماعي الفضيل والنبيل الذي ورثه عن أجداده ورغم كل ذلك بقي الرجل متواضعا ورحيما مع تلاميذ وأتباع والده فكم من  مرة شاهدناهم يريدون تقبيل يده فيرفض نكرانا لذاته وحين يهدونه أشياء قيمة  يحيلها إلى آخرين ضعفاء وفقراء وذوي حاجة .
لم يغتر الرجل بالدنيا والوظائف والرتب فظل هو نفسه الذي عرفته ملازما منذ عقود محافظا على الطهارة والعبادة والصلاة وزاهدا في الدنيا وهو مايثبته حديثه معي ذات مرة في مكتبه  بقيادة الجيوش حين قال "" هذ المكان لو دام لغيري لما وصل إلي فأنا واثق بأنني سأغادره يوما ما "" .
غزواني يمتلك كاريزما فريدة ونادرة فهو متبحر في العلوم ومثقف من الطراز الرفيع ، وماهر في المحافظة على علاقاته بالأصدقاء والأقرباء والمعارف  مهما كانت وظيفته ومكانته تجده ينتقل إليهم ويزورهم أينما كانوا بل يقف مع الأصدقاء دون أن يشعروا بدون من ولاخوف .  فهذا ديدنه وهذ نهجه الثابت على حب الخير للناس والوطن .
فمن المؤسف جدا والمحزن كذلك أن يكتب في الرجل ما ليس فيه ،  وأن نقول في من صنعوا البسمة وضحوا بالغالي و النفيس من أجل الوطن والأخلاق والقيم ماهم منه براء فإنها لعمري لمظلمة كبيرة وأفتراء على الحق والتاريخ والوطن . 
بقلم : عبد الله ولد الطالب عقيد متقاعد

 

 

 

 

 

 

اعلانات