السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحمد الله أن من علينا أن جعلنا من هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس.. وخصنا بكثير من المزايا دون العالمين..
وإن كان الله سبحانه وتعالى قد ختم الأنبياء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد جعل العلماء ورثته يؤدون الرسالة التي كان يؤديها الأنبياء في الأمم السابقة في هداية الناس والتوقيع عن رب العالمين وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة وأدى الأمانة حتى أتاه اليقين والتحق بالرفيق الأعلى صلوات الله وسلامه عليه وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك وحيث أن الوحي قد انقطع فلم يبق غير حملة الشرع مبلغين عن الله انطلاقا من قوله تعالى " لتبيننه للناس ولا تكتمونه" وقوله صلى الله عليه وسلم " من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار "فإنه يتعين عليكم الصدح بالحق والصدع بما أمر الله به ونهى عنه باعتباركم الطائفة التي نفرت "ليتفهوا في الدين" وقد أراد الله بكم الخير ففقهم في الدين..
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وحيث أنه تتعين عليكم -بحكم المسؤولية الخاصة التي عهد إليكم بها رسميا -الإجابة على الأسئلة الشرعية مقابل الرواتب التي تستلمونها لهذا الغرض فمن الأمانة التي حملتم بهذا التعيين أن تعلموا الجاهل وتنير الدروب للسائلين انطلاقا من ذلك نرجو التكرم بالإجابة على السؤال التالي: ما حكم بناء مسجد في منطقة نواكشوط التي تنتشر فيها المساجد المختلفة المساحات بمبلغ خمسة عشر مليار أوقية على نفقة الدولة في بلد تبيت فيه بعض الأسر دون أقوات ودون مأوى مناسب ويموت فيه المرضى وتزداد أزماتهم نتيجة قلة ذات اليد وشح الدخل لتلقي العلاج المناسب، ويتسرب فيه الكثير من الأطفال وتنقطع دراستهم بسبب الأوضاع الاقتصادية القاهرة؟ هل يعتبر الأمر مقبولا من الناحية الشرعية ؟ أم أن في الأمر مغالاة ومبالغة لا تنسجم مع متطلبات الشرع و منطلقاته ؟ أم أنه يمكن بناء مسجد بمواصفات مرضية بمبلغ أقل وتحويل الآخر إلى الخدمات العامة؟
وفي انتظار ردكم الشرعي تقبلوا فائق التقدير والاحترام
نقلا عن صفحة الأستاذ/ أحمد أبو المعالي