لستُ ناقداً ولا عاملاً في مجال التمثيل، لكني كاتب مقال، لذا لا أتصور أن أحداً من كُتّاب المقال، شاهد وتابع مسلسل(عوالم خفية) للفنان الكبير(عادل أمام)، إلا وإنتابهُ شئ من الفرحِ أو الترح، لأن الموضوع يحاكيهِ بصورة مباشرة، ويختصُ بعملهِ إبتداءً...
فقد أشار المسلسل إلى عدة نقاط مهمة :
لا شيئ فوق سلطة القانون والقضاء.
من حق الصحفي الأحتفاظ بمصادرهِ التي يحصل من خلالها على المعلومات.
فسح المجال للصحفي في الدخول إلى كل الأماكن، ومساعدتهِ في إتمام تحقيقاتهِ الصحفية.
يكون الصحفي على إتصال مباشر مع الجهات الأمنية، لا سيما الأمن الوطني(القومي).
أمانة الصحفي في نقل الخبر.
هذه أهم الأشياء العامة، التي تطرق لها المسلسل في حق الصحفي، وأما الخاصة، فلكل كاتب وصحفي ظروفه، التي يستطيع تجاوزها بذكائه وفطنته...
كذلك أشار المسلسل إلى نقاط تخص عمل مؤسسات الدولة، حيث تطرق إلى رئيس الحكومة وديوانهِ ووزرائهِ، كذلك تطرق إلى القضاء والجهات التنفيذية، ندرجها فيما هو آت:
يجب إختيار رئيس الحكومة ضمن معايير خاصة، في مقدمتها: عدم وضع الخطوط الحمراء أمام حب الوطن ومصلحة الشعب.
الكل يخضع للمسآئلة القانونية، ولا حصانة للفاسد.
نزاهة القضاء وحياديتهِ، وحمايته ودعمه ورعايته، وعدم التشكيك بهِ، بل إتباع الطرق القانونية معهُ، مهما تكن الظروف والأحوال.
دعم الجهات الأمنية والتنسق فيما بينها، بحيث لا يتداخل عملهم، فيسبب الحرج والتزاحم، فما يخص الشرطة للشرطة، وما يخص الأمن الوطني للأمن الوطني وهكذا...
الإستفادة من كل المعلومات الأمنية، وإن كانت من أُناسٍ بسطاء، وعدم التكبر وإدعاء العلم وأحتقار الأشخاص بدون مبرر، كما في عبارة(أنت تعلمنا شغلنا!).
الأنتباه إلى المستغلين والمنتفعين في إشعال الفتن ودعمها، لا الأمساك بتلابيب البسطاء الذين يستغلهم الفاسدون!
هذه أهم النقاط التي تطرق لها المسلسل، كذلك ومما لابُدَّ من الأشارة إليهِ، إبداع الأخراج والآداء، وأمنياتنا للفنان الكبير بمزيدٍ من التألقِ والأبداع...
بقي شئ...
قد يقول القائل: إن هذا غير موجود في الواقع؛ ونقول: نعم، فهذه هي مهمة الكاتب(كاتب الدراما)، أعطاء فكرة وعرضها بشكل درامي، وإيصال رسالة لذوي الأختصاص، بل مساعدتهم لأخذ التدابير اللازمة(كما فعلنا في كتاباتنا أثناء إجتياح داعش لأراضينا حتى بلوغ النصر بفضل الله ورعايته)، بالأضافة لبث روح الوطنية والتعاون والشعور بالأنتماء للوطن وحبه، هذا كُله مع متعة المشاهدة.
بقلم: حيدر حسين سويري