من يحسم المعركة؟ .. بحيرة ا"ركيز" ميدان حشد سياسي واجتماعي وتنافس انتخابي ساخن

30 يوليو, 2018 - 08:57

تحولت ساحات مقاطعة اركيز الى حلبة منافسة قوية فيما يشبه حملة  انتخابية سابقة لاوانها، مع احتدام المنازلة على الأرض بين قوى تقليدية ، وأخرى  مغاضبة صاعدة ، ضمن حشد اجتماعي وسياسي  طغت عليه لغة استعراض  العضلات والعمق الاجتماعي بين مجموعات وازنة في المنطقة،

 وفيما نظمت لائحة النواب عن الحزب الحاكم تجمعا جماهيريا كبيرا لابرازما وصفته ب  "مدى الانسجام بين مكونات الحزب وتاكيد التفافها حول مرشحيه الدكتور محمد عبد الرحمن ولد الطلبة ومحمد كين"

 جاء الإعلان عن دخول لائحة حزب الاتحاد من اجل الديمقراطية والتقدم  الذي تراسه بنت مكناس بلائحة موازية اجتماعيا وسياسيا للائحة حزب الاتحاد من اجل الجمهورية ليقلق المشهد محدثا بعض الارتباك في الحسابات

 في وقت فسر مراقبون ما يجري بانه "مناورة سياسية في ثوب اجتماعي تعكس رغبة المجموعات الاجتماعية ذات الارتباط  التاريخي والحيوي ببحيرة اركيز في تسجيل حضورها رغم عدم تبعية بعضها إداريا لمقاطعة اركيز

  ويذهب بعض  هؤلاء المراقبين الى توقع سحب لائحة  حزب الاتحاد من اجل الديمقراطية والوحدة بعد ان أوصلت الرسالة المنوطة بها، وهو ما سوف يخفف من حالة الانقسام الاجتماعي التي ظهرت بوادرها سريعة من  ورود أسماء شخصيات  معتبرة  محسوبة على نفس الفصائل الاجتماعية ، وبحسب المتابعين فان "ما يمنع لائحة حزب بنت مكناس من الاستمرار في مضمار التنافس في اركيز هو ضعف الموارد المالية لتنظيم حملة قادرة على منافسة الخصوم والخشية من زيادة "الاحتقان القبلي"

وتشكل بحيرة اركيز منطقة جذب سياسي مغري حيث تستفيد من عشرة مليارات اوقية كاستثمارات زراعية ممولة من الصندوق السعودي للتنمية  ، وهو ما يجعل منها قطبا زراعيا واعدا ، الامر الذي يفسر حنين المجموعات الاجتماعية للعودة اليها لاسيما وان   ملكية أراضي اركيز تعود تاريخيا الى بعض العائلات القاطنة في المنطقة

وادى تدخل الدولة لتسيير الدومين العام الى ما يشبه تامين أراضي اركيز وفتح المجال امام السكان جميعا للزراعة والاستثمار فيها

وشكلت هذه البحيرة مادة خصبة ضمن برامج مرشحي المقاطعة على مدى الاستحقاقات الماضية ، وان ابدى  البعض تذمرهم من عدم إدارة ملف الزراعة في اركيز بالكفاءة المطلوبة من طرف المنتخبين لكن ذلك لم يحل دون ظهور قضية البحيرة بقوة في برامج المرشحين لاستحقاقات سبتمبر المقبل

وخلال اجتماع حاشد لمرشحي حزب الاتحاد من اجل الجمهورية على مستوى النواب في اركيز تطرق المتدخلون الى أهمية  المشاريع التي يجري إنجازها في البحيرة ، وربط المرشح النائب الدكتور محمد عبد الرحمن ولد الطلبة بين استمرار ما وصفها بالنهضة الزراعية والتنموية في المقاطعة بمواصلة دعم نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز  فيما هدد  محمد الأمين ولد الشيخ  الوزير الناطق باسم الحكومة بمحاسبة من اسماهم المنافقين السياسيين في إشارة منه الى دعم منتمين لحزبه للوائح أخرى من خارج جبة الحزب

وتكشف خارطة الترشحات في اركيز انقساما ظاهريا بين المجموعات خصوصا مع توزع التحالفات داخل المجموعة الواحدة بين طرفي نقيض ، ويعزو متابعون ذلك التنافر الى سعي كل طرف الى ابراز قوته واتساع  حاضنته الاجتماعية طمعا في مكاسب..

وتحظى لوائح حزب الاتحاد من اجل الجمهورية بدعم من طرف معظم القرى والبلدات التابعة لمقاطعة اركيز هذا في وقت تحظى اللوائح المنافسة بدعم من طرف أحزاب في الأغلبية والمعارضة ، ضمن حالة من الامتعاض خيمت على عدد من اطر الحزب  لم يتم اختيارهم في لوائحه.

سعيد ولد حبيب، صحفي

 

 

 

 

 

 

اعلانات