إن صح مانشرت بعض الوسائل الإعلامية عن المجلس الأعلى للشباب، فإن ذلك من مالاشك فيه سيكون خبرا غير سار لغالبية الشباب الموريتاني، يؤكد عدم جدوائية هذه المؤسسة، وسوء تدبيرها وتسييرها.. لأنه ليس من المعقول، ولا من الانصاف والعدالة أن يتم إنفاق مليار من الأوقية على مؤسسة لاتتعدى مخرجاتها سوى ندوة لمحاربة التدخين، وأخرى لأهمية المشاركة السياسية للشباب، ربما من أجل تسهيل عملية الصعود على حسابه!!. علاوة على أن نتائج إنشاء هذا المجلس لم يستفد منها سوى أعضاء المكتب التنفيذي، الذين يأخذ بعضهم رواتب عالية بدون خدمة تذكر..
ولأن التأكد من صحة الخبر أو عدم صحته، ليس من اختصاصي، فإنني سأبدي ملاحظتين علي ماأثارته وتثيره دائما جدوائية المجلس الأعلى للشباب ومقدار ميزانيته. تتعلق أولهما بعدم إقتناعي بردود بعض أعضاء المكتب التنفيذي على مانشره موقع تواتر، وذلك لاقتصار هذه الردود على تكذيب الخبر، والاستشهاد بميزانية التسيير كدليل على ذلك، دون تبيان مايتم انفاقه على رئيس المجلس وأعضاء المكتب التنفيذي، والمحاسبين والسكرتيريا والعمال.. وهي أمور كلها ليست ضمن ميزانية التسيير التي تصل إلى 50000000 أوقية، وحينما تضاف لها المصاريف أعلاه فإنها ستصل أو تقترب من المليار الذي تحدث عنه موقع تواتر..
أما الملاحظة الثانية فتتعلق بجدوائية المجلس أوعدم ذلك، وأعتقد أنه لاخلاف بيننا في أهمية ونبل الأهداف التي أنشأ المجلس من أجلها، لكن الواقع يشهد على عدم تحقيقها، مماجعل نبل الأهداف يصطدم برداءة التنفيذ، إلي درجة أن غالبية الشباب أصبح يعتبر هذا المجلس مجرد عبيئ على خرينة الدولة الموريتانية، ولامبرر لإستمراريته، بل إن البعض عبر عن إستيائه من انجازات هذا المجلس بتشبيهه بالسيد "أحمد عودان" كما هو في الثقافة الحسانية.. فأين يكمن الخلل؟ ولماذا لم يحقق المجلس الأعلى للشباب إنجازات تذكر رغم كفاءة بعض أعضائه؟ وماسبب عجزه عن تكوين الجمعية العامة، وتنظيم لقاء للشباب مع الرئيس، سبق وأن تم إعلانه؟.
أسئلة من بين أخرى يبدو أنها ستبقى معلقة حتى يتم الاستغتاء عن المجلس الأعلى للشباب، أو ربما تشكيل مكتب تنفيذي جديد، لأن هذا المكتب لاوقت لديه، ونهاية مأموريته قاب قوسين أو أدنى كما ينص على ذلك القانون، إن تم تطبيقه .
الدكتور الشيخ سيدي المختار ابوه