إلى السيد رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات
السيد الرئيس
ردا على رسالتكم المذكورة في المرجع أعلاه، نذكركم بأننا قد عقدنا معكم اجتماعا على طلب منكم، تطرقنا خلاله لجملة من المشاكل التي من شأنها أن تشوب مصداقية المسار الانتخابي الحالي، وتعهدتم حينها بالرد على مجمل القضايا التي طرحت خلال هذا اللقاء فورما تنتهون من لقاءات ستجرونها مع مختلف الفرقاء. وكانت هذه المشاكل المطروحة تتعلق بقضايا جوهرية وأخرى إجرائية، منها على الخصوص:
- عدم تمثيل اللجنة المستقلة للانتخابات، التي تم تشكيلها اقتصارا على الأغلبية وبعض أحزاب المعارضة التي دخلت في حوار مع السلطة، وحرمت منها تشكيلات سياسية وازنة من المعارضة الديمقراطية، وذلك في خرق للقانون المنشئ لهذه اللجنة. إن هذه القضية الجوهرية لا تزال مطروحة، وبدون حلها سيبقى المسار الانتخابي الحالي موضع شك وريبة من طرف طيف سياسي واسع، نظرا للأحادية ولإقصاء اللذين يطبعان تسييره.
- عدم مصداقية الملف الانتخابي واللائحة الانتخابية، حيث أن الإحصاء الانتخابي والتسجيل على اللائحة قد تم إسنادهما إلى هيئة إدارية، تابعة مباشرة للسلطة التنفيذية التي يعلم الجميع عدم حيادها في هذه العملية. وعليه، كنا قد طالبنا بالتدقيق في هذه اللائحة من جهة محايدة. وهذا التدقيق تبرره القفزات الكمية المفاجئة التي شهدتها اللائحة خلال الأيام الأخيرة من فترة التسجيل، دون أن يظهر إقبال على المكاتب يمكن أن يفسر ذلك، إضافة إلى العديد من حالات التسجيل الغيابي في مختلف مناطق الوطن.
- الاحتياطات الضرورية لتأمين البطاقات الانتخابية وبطاقة الناخب، التي يجب أن لا توكل طباعتها وسحبها إلا لمؤسسات مشهود لها بالخبرة والأمانة ومعلن عنها بصورة شفافة.
- تعيين مكاتب الاقتراع يجب أن يخضع لمعايير واضحة وتوافقية، لما أثبتته التجارب الماضية من ضلوع العديد من رؤساء وأعضاء هذه المكاتب في عمليات التزوير، وخضوعهم لتأثير السلطة وأقطاب التأثير المالي والتقليدي.
- القضايا الإجرائية المتمثلة في التعقيدات المرتبطة بكثرة اللوائح، والمدة التي يتطلبها تصويت كل ناخب مقارنة مع عدد المسجلين، والتواجد الفعلي لممثلي اللوائح داخل مكاتب التصويت، الخ.
لقد كنا ننتظر أن تحمل رسالتكم جوابا على هذه المشاكل التي طرحت أثناء الاجتماع المذكور. وتفاجأنا بأنها عبارة عن دعوة للدخول في "غرفة" قررتم إنشاءها بدون تشاور، والانضمام إلى تكوين قررتم إجراءه لرؤساء فروعكم.
إننا نعتبر أن القضايا الجوهرية والإجرائية التي أثرناها خلال اجتماعنا بكم لا تزال قائمة. ونعتبر أن حلها تتوقف عليه إمكانية تنظيم انتخابات في ظروف مقبولة. وبدون ذلك فإن المسار الانتخابي الحالي يتجه نحو انتكاسة ستكون لها عواقب غير محمودة علينا جميعا.
وعلى كل حال فإن وكلاء اللوائح المرشحة من طرف الأحزاب المكونة للحلف الانتخابي للمعارضة الديمقراطية سيبقون على اتصال بلجنتكم وفروعها من أجل حل المشاكل المتعلقة بلوائحهم.
مع وافر التحية والتقدير
عن الحلف الانتخابي للمعارضة الديمقراطية
د/ محمد ولد مولود
نواكشوط، 9 أغسطس 2018
المرجع: رسالة رقم 201 بتاريخ 28/7/2018