خرجت من قاعة المؤتمر الصحفي لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز وأنا مرتاح الضمير وسط تأييد وتشجيع كبير من الزملاء الصحفيين المهنيين من أولئك الذين عافاهم الله من أمراض القلوب ..
نعم خرجت مرتاح الضمير لأنني واجهت الرئيس مباشرة على الهوى بأسئلة صريحة تترجم ما يدور في ذهن كل مواطن موريتاني حول مستجدات الساحة الوطنية، (موضوع المأمورية الثالثة والجدل الدائر حوله ومصير الرئيس عزيز بعد انتهاء مأموريته الحالية 2019، ملف رجل الأعمال محمد ولد بو عماتو ..وهل موريتانيا مشغولة بصراع شخصي بين ولد عبد العزيز وولد بو عماتو؟، وكان سؤالي الأخير يركز على مطالب المواطنين خاصة في المناطق التي زارها الرئيس في جولته الأخير تلك المطالب المتعلقة بـ (توفير الماء والكهرباء، وإنجاز طريق انواكشوط- روصو، وطريق انواكشوط- النعمة، تلك الطرق التي أدت للكثير من حوادث السير المؤلمة ..)، وسألت الرئيس عن مدى تجاوبه مع هذه المطالب ؟؟
كانت في جعبتي الكثير من الأسئلة حول ثراء الرئيس وبعض المقربين منه، وتعطل مشاريع تشغيل الشباب، وعجز الدولة عن السيطرة على الأسعار مع ضعف الرواتب، وفشل الأمن في القبض على العصابة التي اعتدت على "بنك تنسويلم" ... الخ
بيد أنهم لم يسمحوا لي بطرح المزيد من الأسئلة ..
وهذا من حقهم لأن القاعة تضم العشرات من الزملاء من مختلف المؤسسات الإعلامية، والذين تطرقوا للكثير من المواضيع الهامة خلال أسئلتهم للرئيس.
نعم لقد أحسست بأنني بذلت جهدا كبيرا من أجل إيصال صوت المواطنين وتأدية واجبي المهني كما يلزم.
نعم .. خرجت من قاعة المؤتمر الصحفي لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز وأنا مرتاح الضمير بعد أن قمت أيضا بواجبي النقابي في ختام المؤتمر الصحفي، حيث قلت للرئيس بأن الصحافة تعيش في وضع مزري وهي التي يفترض أن تكون في ظروف جيدة لأنه لا وجود لدولة ديمقراطية دون وجود صحافة مهنية ومؤسسات إعلامية جادة ..
وأبلغت الرئيس، وسط تأييد و تصفيق كبير من الصحفيين الذين حضروا المؤتمر، بأن المؤسسات الإعلامية منهارة تماما وعاجزة عن سداد رواتب عمالها، وبأن المتعاونين في المؤسسات الإعلامية الرسمية في وضع لا يحسدون عليه، وبأن الحقل الإعلامي تم تمييعه وسط مباركة ودعم من طرف بعض المسؤولين في الدولة، كما ميعت السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية "الهابا" ..
وتحدثت للرئيس أيضا عن الوضعية المؤسفة التي يتخبط فيها الإعلام السمعي البصري ..
وطالبته بضرورة الافراج فورا عن قانون الاشهار وتنفيذ مقتضياته، الذي يعطله الوزير الأول منذ سنوات، وزيادة سقف صندوق دعم الصحافة الخاصة، وتنفيذ مخرجات الأيام التشاورية لإصلاح الصحافة ..
ودعم جهود نقابة الصحفيين الموريتانيين وكل الهيئات الإعلامية الجادة في سبيل تنقية الحقل الصحفي وتنظيمه.
ردود الرئيس على أسئلتي لم تكن مقنعة بالنسبة لي شخصيا، خاصة حين قال "إنهم منحوا حرية لا حدود لها للصحافة وعلى المؤسسات الإعلامية تدبر أمورها ..".
لكن مع ذلك أحسست أنني قمت بواجبي كصحفي نقابي حين نقلت معاناة الصحفيين وهمومهم ومطالبهم .. مباشرة، وأمام الجميع، إلى رئيس البلاد وصاحب القرار الأول.
والله ولي التوفيق.
نقلا عن صفحة عزيز الصوفي