وصل النظام الحالي للسلطة غلبة وانفرد هو وأزلامه بالموارد والامتيازات والقرارات ودعا إلى حوار وصفه بالوطني الشامل أفضى إلى مخرجات من أهمها الغاء الشيوخ ، وتغير العلم والنشيد ، وإجراء انتخابات سابقة لأوانها شاء لها النظام خروجا على المخرجات أن تكون في وقتها . ودخل الجميع موالاة ومعارضة في لهيب حملة انتخابية غير متكافئية :
الرئيس وموالاته زادهما السلطة وصولجانها وأداتهما الترغيب والترهيب ، وعدتهما النظرية قراءة الرئيس " الثاقبة" للواقع المعاش وتحليلاته "الرصينة " للطيف السياسي المنافس الذي ركز فيه على حركة غير مرخصة تسعى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي للبلد كما فتح النار على الإسلام السياسي مماهيا بينه وبين الإرهاب . أما المعارضة فزادها العزم والإباء والثبات وتراكمات النضال والتعويل على الناخب الذي اكتواء بضيق الرؤية وانسداد الأفق وصعوبة لقمة العيش . استطاعت المعارضة تفنيد أكذوبة مليون منتسب لحزب الاتحاد التي تمايل الرئيس طربا على أنغامها وسرت مفاعيلها في عواطفه سريان النار في الهشيم ! واتضح للبادئ والعاكف ان في بلادنا أحزاب لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن الهم الوطني حيث أجبرت النظام على الهزيمة بشكل حاسم حينا ، واقتادته عنوة إلى شوط ثان أحايين أخرى. إن محاولات شيطنة وأبلسة تواصل أفضت إلى ارتدادات عكسية حيث برهن هذا الحزب بأنه رقم صعب في المعادلة الوطنية يستعصى تجاهله ، وأن ناطحه كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل !
ولم تكن أحزاب المعارضة التقليدية الأخرى ( التكتل – اتحاد قوى التقدم ...) بمنأى عن هذا النصر المؤزر فقد حققت مكاسب تستحق الذكر، بل كادت المعارضة التقليدية تبرهن على أنها هي لون وطعم ورائحة المشهد أو لا يكون فتهنئة خالصة مني لمعارضتنا الوطنية . ولكن يا ترى متى سيستفيق النظام ويغادر أرضية أحلام اليقظة واستتباعاتها فالمأمورية الثالثة أمر دونه خرط القتاد ؟ !!
سيد المختار علي