تعلم اللغة شرعا فضّل :: على التخلى لعبادة الجلي
يؤخذ ذا من قوله وعلما :: آدم الأسماء، الزم التعلما
جهل اللغة يامحمد شين :: أوجهل النحو ألا ماهو زين
في المدرسة رقم 1 بلكصر كنا نصطف لرفع العلم، ونغني:
علمنا نرفعه :: نصد من يضعه
وكل من يسعه :: عنادنا ندفعه
وطننا نمنعه :: من كل من يخدعه
وربنا نطيعه :: فحسبنا تشريعه
كنا نأوي من الثقافة العالمة إلى ركن شديد، لم تكن وسائل الاتصال والتواصل بهذه الوفرة، ورغم ذاك كانت تجبى للمنتبذ القصي ثمرات المطابع وما تجود بها الأقلام والقرائح في كل صقع عربي.
وأنا حدث صغير زرع في وجداني الغض معلمنا ذاك، قصيدة طلب من القسم حفظها وكنا نغنيها كلما سنحت الفرصة، لم أكن أعرف من معانيها سوى أن الوالي "دُفاها"، وكنت أعرف أن الوالي المقصود هو الوالي يحيى ولد عبدي لأنه كان والي انواكشوط حينها لكنني لم أكن أعرف معنى "دُفاها" وإن كنت أعتقد أنها ربما تعني يحميها.
وعندما سألت خالي العزيز عن معناها ضحك وتذكر قصة "كَمَوجْ " في قول امرئ القيس وليل كموج البحر، وبيّن لي أن المقصود: وبها الوالِدُ فاهَ أي تكلم.
عرفت فيما بعد أن القصيدة للشاعر حليم دموس وقد طبقت شهرتها آفاق المنتبذ القصي، وشدا بها طلاب المدارس في أغواره ونجوده، يعبر فيها دموس كمعلمنا الأول عن حبِّه الأزلي للغته العربية الغالية على قلوبنا جميعا:
لا تلمني في هواها :: ليس يرضيني سواها
لست وحدي أفتديها :: كلنا اليوم فداها
نزلت في كل نفس :: وتمشّت في دماها
فبِها الأم تغنّت :: وبها الوالـــ دُ فاها
وبها الفن تجلى :: وبها العِلمُ تباهى
كلما مرّ زمان :: زادها مدحا وجاها
لغة الأجداد هذي :: رفع الله لواها
فأعيدوا يا بنيها :: نهضة تحيي رجاها
لم يمت شعب تفانى :: في هواها واصطفاها
وقد احتفي أهل المنتبذ بالعروبة وبالعربية يقول العلامة محمد سالم ولد عدود:
هذى بلادكم التي لم يُسلِها :: عزلُ التصحر والخطوبُ السود
حفظت عليكم مجدكم وتراثكم :: و لغاتكم فإذا الجذور شهـود
لا هجر لكن هجرة شحطت بنا :: عنكم و لكن الغريب يعـود
لولا مساعينا بها وجهودنا :: لتحكّمت فيمن هناك يهود
كم حاكم فيها قلبنا رأيه :: كانت لتلِّ أبيبَ منه وُعود
قمنا بتجلية الحقيقة منهمُ :: فيها فأوذوا صاغرين وَعُودوا
ويقول الشاعر محمدي ولد أحمد فال إثر رفض البرلمان الموريتاني ترسيم اللغة العربية سنة 1962:
لسانَ الضادِ ويحكَ ما الجوابُ :: لما فعل الغطارفةُ النُّوابُ
وما هذا التهاونُ والتواني ؟ :: وما هذا الهجومُ والانسحاب؟
مغامرةٌ جنتْ بُرِمتْ بليلٍ :: أقاموها وقد سُدِل الحجاب
فما رأيُ الرئيسِ وعامليهِ ؟ :: فهل هذي مغامرةٌ صواب ؟
إذا كان الصوابُ لسانَ قومٍ : أعاجمَ لا يتمّ به الخطاب
يُرسَّم في البلاد ويصطفوه :: فذلكمُ النواب إذاً سراب
ويقول الشاعر شغالي ولد أحمد محمود:
ما للعروبة قطَّعتْ أرحامنا :: أَوَليس للشعب الغريب نصيرُ
أي الأواصر ليس يربط بيننا :: دين وأصل واحد ومصير
ويقول الشاعرالقاضي محمدن ولد بارك الله:
رسمية العربية :: قضية وطنية
تهم كل أبي :: ذي همة زحلية
قوموا لها واجعلوها :: رسمية أبدية
لما لدى الشعب فيها :: من قوة معنوية
وحبها هو حــب النبي خير البرية
رامت قضاء عليها :: عصابة أجنبية
فأصبحت تزدريها :: بصورة علنية
تشن حرباً عليها :: لجعلها ثانوية
وإنها لأساس :: ونقطة مبدئية
كامل الود