نظم بيت شعر نواكشوط مساء اليوم (الخميس) ندوة علمية حول "ملامح التجديد في الرواية العربية النسوية" تطرقت لأهم الإشكالات والتساؤلات التي تثار حول الأدب النسائي. تميزت الندوة بمحاضرتين لكل من الدكتورة فاطمة عبد الوهاب والدكتورة تربه عمّار. وبدأت الأمسية مع الدكتورة فاطمة عبد الوهاب التي قدمت ورقة تعريفية بالأدب النسائي وخاصة السرد، متوقفة عند مميزات هذا الأدب والبيئات المتعددة التي أثرت فيه وأثر من خلالها، مذكرة بتعريف المرأة وأدب المرأة عند الفلاسفة والمفكرين والكتاب منذ القدم إلى الوقت الحاضر الذي انبرى فيه مفكرون وأدباء كبار وقدموا من خلال أعمالهم تعريفات تحررية للمرأة إنسانةً وأديبة. أما الدكتورة تربة بنت عمار؛ فقد تحدثت عن ملامح التجديد في الرواية النسوية، وذلك من خلال أعمال الروائيات العربيات في عدة أقطار عربية، مركزة على أن تطور التجديد في أدب المرأة ارتبط بمراحل تحررها. وأكدت أن الرواية النسوية العربية المعاصرة تميزت بكونها تنتهج الرفض على شكل "ثورة صارخة في وجه خنوع استسلام المرأة". وقالت "لقد كان العقد الأخير من الألفية المنصرمة ظرفا زمنيا اختارته المرأة العربية لإزاحة ستار التبعية للرجل، وقد شكلت السنوات العشر الأخيرة من القرن العشرين قطيعة مع كتابة المرأة تحت اسم مستعار"، مضيفة "أن بوح المرأة بجراحها جاء نزيفا من المعاناة، فقطعت بذلك تجربة السرد النسوي شوطا كبيرا من التحدي في وجه الهيمنة "الذكورية" فلمعت أسماء نسائية في سماء الأدب شعرا ونثرا خلال تسعينيات القرن المنصرم مثل أحلام مستغانمي وآمال مختار وهيفاء بيطار وأنيسة عبود وليلى العثمان، لكن ذروة الخروج على النواميس الاجتماعية جاءت في العقد الأول من الألفية هذه مع عفاف بيطانيه ورجاء صانع وصبى الحرز، وغيرهن". وأضافت "انطلاقا من هذا تشكلت ملامح النضال من أجل الحرية ومن أجل المساواة، فمن خلال السرد النسوي رسمت المرأة العربية المعاصرة الخطوط العريضة لمسار إنسانيتها كاملة". واستعرضت بنت عمار صورة من أدب المرأة الذي حمل نبرة التمرد "فكان مداد قلم المرأة الوقود الذي أثار ضجيج رفض الخنوع الذي جاء بعد سكون التبعية والدعج والاكتفاء بذكر محاسنهن في مقدمة قصائد الرجال"، وفق تعبيرها. هذا، وكانت مداخلات أساتذة الجامعة وطلاب كلية الآداب قد أوضحت مدى تأثير أدب المرأة، والرواية النسائية خصوصا، في تمكين المرأة ثقافيا وتحرير المجتمع من النظرة الدونية التي ميزت تاريخ مجتمعات بشرية كثيرة في حقب معروفة، تعاطت مع المرأة وفكرها تعاملا طبعه الحيف وعدم الوعي. وأثنت مداخلات الحضور على دور بيت شعر نواكشوط في إثراء الساحة الثقافية الموريتانية، وفي توفير الجو الملائم للمبدعين لكي يجتمعوا ويناقشوا مختلف قضايا الثقافة والفكر، مؤكدين أن الأدب النسائي بحاجة إلى قراءات نقدية وأكاديمية وفكرية تنصف هذا الأدب وترفع عنه الحيف خاصة في المناهج التعليمية.