ذكر ابن مخلدون في المقدمة قائلا ..."وإنما قلنا أن عمر الدولة لا يعدوا في الغالب ثلاثة أجيال لأن الجيل الأول لم يزالوا على خلق البداوة وخشونتها وتوحشها من شظف العيش والبسالة والاشراك في المجد؛فلا تزال بذلك صورة العصبية محفوظة ....الخ. ظهر ولد الطائع وقد بلغ من العمر عتيا ونكتب عنه نحن مواليد حكمه وتحكمه؛ليكون حكمه جبل "ضجنان" موعظة عند أمير المؤمنين ابن الخطاب رضي الله عنه .... معاوية الذي زاد تكوينه على عقله وتجربته الاجتماعية على قيمه؛مدح بأحاسن المعلقات ونفائس القصيد ؛فغني له من تجكجه حين أتاها بحجنرة من سبقته لدار القرار رحمها الله وأطال في عمره هو على الطاعة فغنت وأطربت يمينا لتذكر كيف أتيت .... وحتى شمامة "حيث غنت وغنى غيرها مدحا ونشوة وطرباوترحيبا وما قول ولد الدياه عنكم ببعيد"بمقدمكم طرنا مسرة أوكدنا ". وهل فوق الطيران إلا أعجوبة منت آب الشهيرة "معاوية من مثله سيد " وفوق كل المدح وأصحاب المدح يقول العلامة الراحل عدود رحمه الله : هنيئا لك العيدان فاسلم لثالث .....في قصيدة مديحية من مدائحه للرجل . ويضيف أحمدو عبد القادر معنى آخر في قصيدة أخرى : ونادت بك الأكوان والدهر شاهد : ألا إنما الإنسان فيك المظفــــر ويصطف ولد ايده ومن معه حينا من الدهرفي أغانيه "إمعاك مصطفين " وأبدع أهل الميداح ذات يوم للزعيم "معاوي هذا بوتلميت ...." وربطته تكيبر منت الميداح بالخير الوافر "الخير جان بمجيكم " وأطرب ولد النان ورقص مع "موريتاني بتنات " وبدأت كرمي تنشد مسيرتها "الل حقيقي فتن رين مزاه ..." مدح في "لبياظ" ولكحال " وجميع مقاماتهم ؛وفي البسيط وبالبسيط ؛في الطويل الوافر والسريع الكامل ... حوكيت ملامحه ولبسه وحركاته وميسم إبله ونعله وربما حكمه وأكله وشربه.. إنه معاوية الطائع الذي وهن منه العظم واشتعل الرأس شيبا؛ حكم فأفسد أسس فأهوى،ظلم فأسجن؛تلكم فألحن؛زار فأثقل؛أطال فطُرد؛كون ودرب فخلّف مثله..... معاوية ليس جماعا ولا منانا ولا "بنضي" إنه فاسد العقل والتدبير والبطانة " كان رئيسا بالصدفة يعرف له وينكر عليه الأكثر .... الرجل من موريتان ومنه موريتان قضى من العمر أكثره ؛سميت أجيال باسمه؛وللطرفة رأيت في الاستحقاقات القديمة بطاقة تعريف مكتوب عليه"معاوية الطايع ولد محمود " وشاهدت وزيرا بعد حكمه بالنباغية يغلط فيه باسمه وصفته ؛وذكر أن عزيز مرة ذكره بصفة البطرون ؛والأعجب أن الرجل كما يقول عارفوه "بيظاني حته" اجتماعي حته " سمعت قبل الصورة هذه بأيام أنه يستمع للتلفزة وفيها ترويج لمسابقة شعرية خليجية يُراد لهم التصويت بها اسم "غلط بن زاروط" فذكر قصة أتته للتوظيف وهو حاكم بلاد السيبة وضحك واتصل بأحد رفاقه المخلصين وقليل ماهم . معاوية رجل وفي لأهله ومنطقته وذلك يحمد عليه؛يؤخذ عليه حكم بلده وتلك معرة عليه أيضا .... من محاسن الصدف أن عيش منت سيد أحمد صحفية وامراة من علية القوم ومن أهل أطار ولربما كان يعرف ولد الطائع أهلها حق المعرفة؛فحفظ لها ذلك وصور معها ؛وإنى ورب البيت لمثله لن أمنع أحدا من أهل "ليردي "ذلك تحت أي ظرف إن قدر لي .... وسبحان من بيده ملكوت كل شيئ وإليه ترجعون
بقلم: افاه ولد المخلوك