نالت رئيسة وزراء نيوزيلندا "جاسيندا أردرن" ثقة العالم بأسره والمسلمين خصوصا، فقد أدارت كرة اللهب التي رميت بمساجد الجمعة ، باحترام وبقرارات أخلاقية جادة ، قدمت الدروس لكل الحكومات العربية و الإسلامية، وللقوي الدولية التائهة.
دماء الأبرياء الركع السجود ، بينت أن الأخلاق أهم من كل الكراسي، وأن تحمل المسؤولية يهزم كل الاديولوجيات المتطرفة.
وهنا في هذا المنكب البرزخي أدرك كل الموريتانيين وشعبنا الأبي ، كيف نال محمد ولد الغزواني في خطاب الجمعة المباركة ثقة الجميع أغلبية ومعارضة، بسبب الجرعة الأخلاقية التي حواها خطاب ترشحه، وأقر المدونون الشباب بأقلامهم ولمساتهم بأن تلك المبادئ هي المسافة التي تفصل هذا " الحيزوم " في مجال السلوك والتعهدات عن كل الساسة والمترشحين لهذه الانتخابات، إذ لامقارنة بين من كسب أيقونة "القوي الأمين"، وبين من يؤخذ بأذنه كل حاكم ، فيروضه "جذبا" بالقوة الخشنة، أو "شهدا" بصفقات التراضي
من المهم أن نؤسس اليوم لعصر الأخلاق قبل السياسة، عصر المبادئ قبل المصالح، نهج الصدق المنافي للخضوع للعبة الواقع النفاث لخطابات الكراهية
للأسف لا يزال البعض فينا، نحن البلد المسلم مائة بالمائة ، من يحتقر المآذن والمحاظر و يحارب الحجاب والالتزام بالأخلاق، وهاهي انيوزيلندا التي يبلغ المسلمون فيها واحدا بالمائة فقط، تقدم لهؤلاء المبلسين كل الدروس الأخلاقية الأخاذة.
كأن انيوزيلندا اليوم هي ترياق أرض الحبشة، وكأن مسلميها أهل الهجرتين الأولي والثانية ، وكأن رئيسة وزراءها الملك العادل الذي خلده التاريخ "النجاشي" العبد الصالح
للأسف خسر حكماء المعارضة الموريتانية التقدم في الصفوف، وانقلب عليهم في أحزابهم أهل العواطف فهرعوا إلى المجهول كما يسعي بعض المتهورين من أوساط الأغلبية ، فلم يقرأ هؤلاء جميعا بأناة وحكمة ، الرسالة الأخلاقية التي قدمها الغزواني، في خطاب مهرجان فاتح مارس المجيد.
نحن واثقون من أن لعبة المصالح الأنانية ليست لعبة إجماع وطني أو عالمي، الأخلاق وحدها هي التي تبني الأوطان بحكامة ، و هي القوة الدافعة لنجاح الزعامات بتألق.
الفرق جلي بين من يريد السلطة بأي ثمن، ومن يريد الخلود بالأخلاق في سجلات الوطن والتاريخ .
{ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } سورة البقرة الآية:250
بقلم : محمد الشيخ ولد سيد محمد/ أستاذ وكاتب صحفي.